فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - ناقش وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون في فيينا أمس، المسار المقبل للمفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، والتي يُرجَّح تمديدها، إذ تنتهي بعد غد الأحد المهلة المحددة لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الجانبين بحثا في «طريقة مواصلة المفاوضات، وإمكان تمديدها، أو تحديد موعد انتهائها». وكان ظريف قال إن المفاوضات مستمرة، لكنه استبعد إبرام اتفاق «خلال يومين أو ثلاثة لكل القضايا العالقة». واعتبر أن «الوضع بات يحتاج لاتخاذ قرارات جدية، لا سيّما من الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، وإذا جرت الأمور في هذا الشكل، يمكن التوصل إلى حلّ». وتطرّق إلى معلومات أفادت بأن المفاوضات ستتوقف اليوم وتعاود لاحقاً، قائلاً: «لم يُتخذ أي قرار في هذا الصدد، وثمة تضارب، إذ لدى الأوروبيين توجهات حول المهلة اللازمة، فيما لدى الأميركيين كلام آخر». وتابع: «أبدينا استعدادنا لمتابعة المفاوضات حتى 20 تموز (يوليو)، وإذا شعرنا بأنها وصلت إلى حدّ يجب أن تتوقف، أو أن تستمر بطريقة أخرى، فإننا جاهزون لاتخاذ القرار». لقاء ظريف – آشتون تزامن مع اجتماع لعباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، مع ويندي شيرمان، نظيرته الأميركية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أشار إلى أن المفاوضات حققت «تقدّماً فعلياً في مجالات عدة»، وأوجدت «آفاقاً ذات صدقية»، مستدركاً: «لكن، وفيما تقترب المهلة النهائية، ما زالت هناك فجوات مهمة بين المجتمع الدولي وإيران، وما زال هناك عمل يجب إنجازه». وأضاف بعد لقائه وزير الخارجية جون كيري: «سنواصل التشاور مع الكونغرس، وسيتابع فريقنا محادثاته مع إيران وشركائنا، في وقت سنحدّد هل نحتاج لفترة زمنية إضافية لتمديد المفاوضات». أما الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست فاعتبر أن حصيلة الإيرانيين خلال الأشهر الستة الأخيرة التي تلت اتفاق جنيف الذي أبرمته طهران والدول الست في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، «إيجابية في شكل يثير الدهشة»، مذكّراً بأن «كثيرين أبدوا شكوكاً ضخمة» لدى توقيع الاتفاق. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «خراسان» الإيرانية عن ديبلوماسي شارك في المفاوضات، تأكيده معلومات أوردتها «الحياة» أفادت بأن حسين فريدون، شقيق الرئيس حسن روحاني والذي شارك في اجتماع بين ظريف وكيري، نقل إلى الأخير رسالة من روحاني تضمّنت نقطتين، الأولى وجوب أن تستبعد واشنطن فكرة أن الرئيس الإيراني يريد توظيف اتفاق نووي، في انتخابات الرئاسة عام 2017. أما النقطة الثانية فتتمثّل في قول فريدون لكيري: «أمثّل رئيس الجمهورية وجئت إلى هنا لأقول لكم إننا نتحرّك في إطار مصالحنا الوطنية المهمة، وأن أي تجميد موقت لنشاطات تخصيب اليورانيوم، يُتخذ في عهد روحاني، يجب أن ينتهي في عهده أيضاً». وفي إشارة إلى إمكان تجديد رئاسة روحاني ولاية ثانية تنتهي عام 2021، أضاف فريدون للوزير الأميركي: «يجب تطبيق بنود الاتفاق (المحتمل) خلال ولاية هذه الحكومة. وعلى هذا الأساس، يجب استئناف نشاطات التخصيب الصناعي في إيران، في أقل من 8 سنوات». وتفيد معلومات بأن الغرب يريد تطبيق أي اتفاق خلال 20 سنة، فيما تصرّ إيران على ألا يتعدى السنوات الخمس.