واشنطن، لندن - أ ف ب، يو بي آي – أكد قائد قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في جنوبأفغانستان الجنرال لاري نيكلسون ليل الأربعاء – الخميس، ضرورة توفير مزيد من قوات الأمن الأفغانية وخبراء مدنيين لدعم الهجوم الواسع الذي يشنه جنوده منذ أسبوع ضد مسلحي «طالبان» في ولاية هلمند. وقال من قاعدة ليثرنيك الخاصة ب «المارينز» في هلمند: «لن أحاول تجميل المسألة. ان مشاركة 650 عنصراً أمنياً أفغانياً الى جانب أربعة آلاف جندي اميركي غير كافٍ، وليس ما كنت ارغب به. لذا إنني متفائل بحذر من نتائج العملية الحالية» التي تعتبر الأضخم التي تنفذها قوات تقودها الولاياتالمتحدة منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وأضاف: «نعمل مع كابول على نشر مزيد من القوات الأفغانية جنوبأفغانستان لتعزيز فاعلية عمليات المارينز، خصوصاً ان المهمة تهدف الى كسب ثقة الشعب»، معتبراً ان القوات الأفغانية «ترى أموراً لا نستطيع رؤيتها، ويفهمون سياسياً ما يجري في المنطقة، وهو ما نعجز عنه مهما بلغت درجة التدريب التي يحصل عليها جنودنا»، علماً ان الجنود الأميركيين التقوا زعماء قبائل ووجهاء قرى خلال توغلهم في هلمند. وشدد أيضاً على ضرورة زيادة عدد الخبراء المدنيين الأميركيين جنوبأفغانستان لتطوير مناطقها اقتصادياً، علماً ان خمسة مدنيين فقط منتدبين من الإدارة الأميركية يعملون مع فريق لإعادة الإعمار يخضع لإشراف بريطانيا ويضم حوالى 100 شخص في الجنوب، وسينضم خمسة آخرون إليهم في أيلول (سبتمبر) المقبل. وفي تقويم متفائل للهجوم في هلمند، اعلن نيكلسون ان قوات «المارينز» تسيطر على مراكز رئيسية للمسلحين، بعد مقاومة ضعيفة نسبياً أدت الى اندلاع 10 مواجهات مسلحة حتى الآن. وقال: «اختبأ المسلحون تحت الأرض، لكنهم لن يبقون كذلك طويلاً، لأن المنطقة مهمة بالنسبة إليهم». ورداً على سؤال إذا كان وجود عدد كبير من الجنود الاميركيين سيقلص الحاجة الى استخدام الغارات الجوية، قال: «بالتأكيد، بالتأكيد». ونقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن القائد الجديد لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال انتقاده الإمدادات العسكرية للقوات البريطانية في البلاد، مؤكداً انها تنفذ مهمات «أكبر من طاقتها، ستكبدها مزيداً من الخسائر البشرية»، علماً ان سبعة جنود بريطانيين سقطوا في أفغانستان خلال الشهر الجاري، و23 منذ أيار (مايو) الماضي. تزامن ذلك مع انتقاد نك كليغ، زعيم حزب «الديموقراطيين الأحرار» المعارض في بريطانيا، أسلوب تعامل لندن مع العملية العسكرية لقوات بلاده في أفغانستان، داعياً إلى تزويدها بمعدات لائقة، وبينها ناقلات تستطيع مقاومة تفجيرات العبوات الناسفة التي تزرع على جوانب طرق. وكتب كليغ في صحيفة «ديلي تلغراف»: «حافظنا في حزب الديموقراطيين الأحرار بثبات على إجماع المواقف حول الحملة في أفغانستان منذ بدئها عام 2001، لكن الأحداث الأخيرة دفعتنا الى التساؤل للمرة الأولى إذا كانت حملتنا تسير في الاتجاه الصحيح». وينتشر حوالى 9 آلاف جندي بريطاني في أفغانستان حالياً، معظمهم في هلمند، قُتل منهم 176 جندياً منذ الغزو الأميركي للبلاد نهاية عام 2001. ميدانياً، قتل جنديان من قوات الحلف الأطلسي لم تكشف جنسيتهما في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق جنوبأفغانستان، وسقط 21 مدنياً معظمهم طلاب وأربعة رجال شرطة في انفجار شاحنة مفخخة على طريق يشهد حركة سير كثيفة في ولاية لوغار (جنوب). وعمد المهاجمون الى قلب الشاحنة التي حمّلت أخشاباً على الطريق خلال الليل، وفجروها باستخدام جهاز للتحكم من بعد لدى محاولة الشرطة إزالتها، ما أدى أيضاً الى تدمير ثلاثة متاجر. ورجح غلام مصطفى، قائد الشرطة في لوغار، محاولة متشددي «طالبان» نقل الشاحنة الى موقع آخر، قبل أن تنقلب في جدول بين مدرستين.