كشف مصدر مطلع أن الثوار الليبيين يستعدون لهجمات جديدة خلال أيام لزيادة الضغط على نظام العقيد معمر القذافي وفرض حصار عليه في العاصمة طرابلس. وأشار ل «الحياة» إلى أن الثوار في جنوب غربي طرابلس حققوا تقدماً كبيراً في جبل نفوسة ويتحضرون الآن للتقدم نحو غريان، آخر المدن الكبيرة في الجبل الغربي التي ما زالت خاضعة لسيطرة أنصار القذافي. وبعدما لفت إلى أن الثوار يتقدمون أيضاً نحو قلب مدينة زليتن التي تفصل مصراتة عن طرابلس، توقّع بدء هجوم ضخم على قوات القذافي المتحصنة في مدينة البريقة النفطية في شرق البلاد. وإذا ما سقطت البريقة في يد الثوار فإن ذلك يفتح الطريق أمامهم للتقدم نحو سرت، مسقط رأس القذافي ومعقل قبيلته القذاذفة. وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت كرر القذافي تهديداته للأوروبيين بتنفيذ هجمات على أراضيهم رداً على هجمات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد قواته. وقال ليل الجمعة لآلاف من مناصريه الذين احشتدوا في سبها أحد معاقل قبيلتي القذاذفة والمقارحة في الجنوب الليبي: «قلت لكم: السن بالسن والعين بالعين، هم (أي الأوروبيين) يعرفون هذا. ولكن نعطيهم فرصة - قد لا تطول - أن يعودوا عن طغيانهم ويرجعوا إلى قواعدهم». في غضون ذلك، كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، أن الثوار الليبيين يجرون تدقيقاً في عشرات، وربما مئات، من المقاتلين المنضوين في صفوفهم في إطار حملة لمنع إسلاميين متشددين من تكوين موطئ قدم لهم في الثورة. وأضافت أن أي كتيبة تابعة للثوار لا تكون خاضعة لسيطرة القيادة المركزية للمجلس الوطني الانتقالي بحلول بداية آب (أغسطس) المقبل سيتم اعتبارها «منظمة إجرامية». وكشفت معلومات عن طرد الثوار مقاتلين أجنبيين من الأردن كانا على جبهة أجدابيا - البريقة، وعن جهود تقوم بها «استخبارات» الثوار التابعة لإدارة الأمن الداخلي في بنغازي من أجل التصدي لتحريض متشددين ضد الغرب. وأكدت أن دائرة استخبارات الثوار أُنشئت بعلم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، وأنها منعت قيام معسكرات تدريب غير شرعية في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الذي يرأسه مصطفى عبدالجليل. وكان منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين قال ل «الحياة»، قبل أيام، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترصد انتقال متشددين إلى ليبيا، وإن ذلك يشكّل مصدر قلق لها.