يبدو اننا نتجاهل الحقيقة والواقع المر وننسى اننا فعلاً نعيش حالة عصيان مدني منذ أكثر من عام. الشعب كله يعيش حالة العصيان المدني من دون ان يعلم انه عصيان مدني. وهل هناك حالة نصف بها اقتصاد مصر الآن سوى انه عصيان مدني رفض فيها الشعب بمختلف طوائفه وفئاته العمل تحت مسميات كثيرة وحجج لا نهاية لها، ما بين انتظار حكم القضاء في رموز الفساد وانتظار حكم القضاء في قتلة المتظاهرين، وكل يوم هناك حالة وظاهرة ومسمى جديد، خلاصته اننا لا نعمل وفي انتظار حل لتلك المواقف! وكأننا نخلق لأنفسنا حواجز ومتاريس أمام حالة الانتاج والعمل. ما الذي انتظره الداعون الى العصيان المدني ان يتحقق؟ هل هناك وضع أكثر سوءاً من حالة الهبوط الحاد في الاقتصاد وفي الحالة الاجتماعية لمصر والمصريين؟ الآن... نحن نعيش ونتعايش مع العصيان المدني منذ أكثر من عام مرغمين وليس باختيارنا. منذ عام 2007 وانا أدعو الى العصيان المدني... للتعبير عن غضبي من الأوضاع الاقتصادية الفجة. وكتبت عن الباحثين عن الغذاء في أكوام الزبالة... وعن طوابير شراء الخبز ومن يقف فيها. وكان لي مبرر في اطلاق هذا النداء. وكأنني أصرخ في أطلال وتماثيل وأصنام، لا تسمع ولا ترى. الكل يبحث عن مصباح علاء الدين او عن جوائز الوهم ومكاسب ضربات الحظ. كان فقراً في الفكر وانعدام الأسوة الحسنة. اما اليوم فالأمر مختلف... والدعوة تحصيل حاصل.