كان الطفل الصغير يركض في أنحاء المتنزه في اورلاندو عندما رأى تمثالاً اغريقياً منتصباً هناك، فوقف أمامه وقال لأمه: «ماما.. إن هذا التمثال يتحرك». فردت عليه أمه: «إن التماثيل لا تتحرك يا صغيري». ولكنها عندما أدارت ظهرها للتمثال، صاح طفلها: «انظري.. إنه يتحرك يا أمي». لقد كان الطفل محقاً، فقد كان التمثال «جيسيكا» دوديك» يتحرك بالفعل. ذلك أن (جيسيكا 21 عاماً) عبارة عن تمثال حي يتم توظيفها بواسطة مسؤولي الحدائق والمهرجانات لتقف كما الصنم، ثم تفاجيء الحضور بأنها كائن حي يتحرك وتتنفس الهواء. وحتى الذين يقفون ملاصقين للتمثال لا يلاحظون انه أكثر من حجر منحوت، حيث تكون جيسيكا مطلية باللون الأبيض الناصع مع نثر شيء من المسحوق على جسدها. ومن المواقف الطريفة التي مرت بها جيسيكا خلال فترة الدوام أن طفلة لمست التمثال بيدها وقالت لوالديها «انهم استطاعوا حتى إشاعة الدفء في جسم هذا التمثال العجيب». فلم تتمالك جيسيكا نفسها من الضحك. ولكن الطفلة فوجئت بما رأته من ابتسامة عريضة تعلو وجه التمثال. فأمسكت بيد جيسيكا، فبادلتها هذه الأخيرة المصافحة الحارة ضاغطة على يدها بشدة. فصرخت الطفلة فزعاً، ثم دخلت بعد ذلك في نوبة من الضحك ولم يستطع أحد اسكاتها. وكانت جيسيكا اصلاً تعمل بوظيفة (محاسب). ولكن أثناء عملها في أحد المهرجانات (اكتشفها) سيرغ دولاك، الذي يملك شركة التماثيل الحية. وتتمتع جيسيكا بموهبة خاصة وصبر جميل على الوقوف دون حركة لفترات طويلة. ويكمن سر قدرات جيسيكا في تدريب نفسها على الاستغراق الذهني التأملي، وعدم التفاعل مع جميع ما حولها وتبقى كالصنم الصخري دون حركة لمدة ساعة وعشر دقائق. تقول جيسيكا «يحاول البعض العبث بي. وبل ويعمد بعضهم إلى صفعي على وجهي وركلي بالأرجل. ورغم ذلك لم يستطع أحدهم اخراجي من حالة التأمل والسكون. فقد تدربت على ذلك في متحف متخصص في اجادة تمثيل دور التماثيل». لذا فإن الجميع يعتقدون أن جيسيكا لا تعدو أن تكون تمثالاً منحوتاً بكل براعة. تقول جيسيكا «إنها مهنة رائعة حقاً. ويمكنني أن أقول للناس أنني اكسب عيشي من الوقوف هكذا دون أن أعمل أي شيء. انني أعيش من التبطل».