استقبل وزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين سفير المملكة المتحدة في القاهرة دومينيك أسكويث، وبحث معه العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وسبل تطويرها، والمجالات الجديدة التي يمكن الاستثمار فيها. واستعرض الجانبان أداء الاستثمارات البريطانية في مصر، وأشار الوزير إلى أنها تحتل المركز الثالث بين الدول المستثمرة فيها، من خلال 985 شركة، تأسس 44 في المئة منها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتتوزع استثماراتها في الصناعة والخدمات والتمويل، والسياحة والبناء والزارعة. وأكد الوزير حرص بلاده على جذب مزيد من الاستثمارات البريطانية، والتنسيق مع الجانب البريطاني في هذا الشأن، لافتاً إلى جهود الدولة خلال هذه المرحلة لدعم مشاريع البنية الأساسية وتطويرها، وتنمية مشاريع القطاع الخاص، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير التمويل اللازم لها، واستخدام الأدوات المالية مثل التأجير التمويلي، والتمويل العقاري المتخصص، والتأمين، إضافة إلى نشاط «بورصة النيل» للشركات المتوسطة والصغيرة. وأشار إلى زيارته لندن أخيراً لمقابلة عدد من مدراء مؤسسات الاستثمار والصناديق المتخصصة، منها «آشمور» و «أكتيس» اللتان أكدتا زيادة تواجدهما في السوق المصرية، من خلال المشاركة في عدد من المؤسسات المالية والاقتصادية، وإتاحة التمويل لعدد من المشاريع الاقتصادية في مصر. وأعرب السفير البريطاني عن اهتمام بلاده وحرصها على تعزيز التعاون مع مصر، وزيادة حجم الاستثمارات البريطانية فيها. كما ناقش الجانبان موضوع توفير البرامج التدريبية للمتخصصين في مجالات الإدارة والاستثمار والتمويل. صفقة «أكتيس» الى ذلك، أعلنت شركة «أكتيس» للاستثمار الخاص أنها وافقت على دفع 244 مليون دولار لشراء حصّة قدرها 9.3 في المئة في «البنك التجاري الدولي»، أكبر مصرف مصري من حيث القيمة السوقية، وفقاً لوكالة «رويترز». وتمثل هذه النسبة 50 في المئة من حصة كونسورتيوم تقوده مجموعة «ريبلوود هولدنغز» الأميركية، وتجعلها أكبر مساهم منفرد فيه. واضافت «أكتيس»، التي تستثمر في الأسواق النامية، أنها ستشتري 27.3 مليون شهادة ايداع دولية للمصرف بسعر 8.93 دولار للواحدة، وهو أعلى من سعر إغلاق السهم في جلسة الثلثاء الماضي (8.68 دولار). واعتبرت ان «البنك التجاري الدولي» يحظى «بفرصة نمو ممتازة». واوضحت «المجموعة المالية - هيرميس»، المستشار المالي ل «أكتيس» في الصفقة، ان الأخيرة تشكل «أكبر عملية دمج وشراء في مصر هذه السنة». واشارت كبيرة المحللين المصرفيين في بنك «بيلتون فاينانشال» رضوى السويفي، الى ان «الصفقة عادلة وقريبة من سعر السوق وتقويم المحللين». وافاد شريك «أكتيس» ريك فيليب المقيم في مصر، ان الشركة ستستخدم خبرتها في الأسواق الصاعدة لاسيما مع المصارف في الهند ونيجيريا، لإدخال نظم جديدة لإقراض المستهلك والادخار في مصر. وأضاف أنها ستحصل على مقعد في مجلس إدارة «البنك التجاري الدولي» الذي يضم حالياً مسؤولَين تنفيذيين و6 أعضاء غير تنفيذيين، يمثل اثنان منهم «ريبلوود». وان مجموعة «ريبلوود» ربطت «التجاري الدولي» بمراكز مالية غربية رئيسة في حين ستركز «اكتيس» على الأسواق الصاعدة. إلى ذلك، اعلن ناطق باسم شركة «أر اتش جيه» انترناشيونال البلجيكية القابضة، التي يديرها مؤسس مجموعة «ريبلوود»، ان الشركة ستبيع جزءاً من حصتها التي تبلغ 3.2 في المئة في «البنك التجاري الدولي» المصري، تساوي 430 مليون جنيه مصري (77 مليون دولار) على أساس السعر الحالي للسهم الذي يبلغ 46 جنيهاً مصرياً. ومن شأن عملية البيع، ولو جزئياً، توفير سيولة تحتاجها الشركة بشدّة لأنها تسعى إلى امتلاك أصول مالية، بخاصة في المانيا. وأعلنت الاسبوع الماضي انها تملك سيولة حجمها 447.7 مليون يورو (625.8 مليون دولار) اصبحت متاحة للاستثمار اعتباراً من نهاية آذار (مارس) الماضي. يذكر ان سهم «التجاري الدولي» انخفض 5.2 في المئة امس ليغلق على 46.47 جنيه، في حين تراجع سهمه المدرج في لندن 5.5 في المئة مسجلاً 8.2 بنس. واوضحت السويفي ان الصفقة «أوجدت انطباعاً بأن القيمة عادلة، ما دفع الناس الى البيع لجني أرباح»، مضيفة أن استعداد «ريبلوود» للبيع ربما خلق بعض الأجواء السلبية في السوق.