تكاد بعض الاختصاصات الجامعية التي يستحوذ فيها الإناث على العدد الأكبر من المقاعد الدارسية توحي بأن سياسة الاختلاط في النظام التعليمي الجامعي سائرة نحو "الإفلاس"، وبخاصة الاختصاصات الأدبية والاجتماعية والتربوية. وبالطبع، فإن ميل الإناث أكثر من الذكور إلى هذه الاختصاصات ليس عائداً إلى مسألة هورمونية وبيولوجية، وإنما بلا شك إلى البيئة والثقافة ونظرة المجتمع إلى المرأة ودورها. مجتمعات عربية تفضل أن تصبح المرأة معلمة أو صحافية أو مترجمة. أما الرجل فتفضل هذه المجتمعات ان يكون طبيباً او مهندساً وما إلى هنالك من اختصاصات علمية... ولا ننسى أيضاً أن الفتيات عادة يملن إلى الدراسة والحفظ أكثر من الشبان، لذا نجد أن بعض الاختصاصات الجامعية يكاد يكون فيها العنصر الذكوري شبه معدوم، حتى أن بعض المعاهد والجامعات تعمد فيها لجان الانتقاء في مباريات الدخول إلى استعارة "التمييز الإيجابي" إزاء الذكور، خوفاً من أن تصبح قلعة للنساء فقط. إن عدم وضع أطر صحيحة وتوجيه دقيق للطلاب في اختيار اختصاصاتهم الجامعية يؤثر سلباً على سوق العمل ناهيك عن العوارض التي تظهر في المجتمع ككل من خلال استحواذ أحد الجنسين على اختصاص معين من دون الآخر. وفي ما يلي معالجتان لهذه المسألة قدمتاهما نادية بنسلام من المغرب ونجلاء حسن من اليمن: 1. التمييز الإيجابي إزاء الذكور - نادية بنسلام (الرباط) "... يجتذب عالم الإعلام المزيد من النساء، ويبدو أن الاستثمار في المعاهد الخاصة للإعلام سوف يزدهر بفضلهن في المستقبل. مجرد صدفة في تتبعي تجربة نشرة مدرسية في إحدى المؤسسات الثانوية (أم البنين بمدينة فاس) منذ بضعة أشهر أكدت هذه الملاحظات، فقد تميزت التجربة بأنها مؤنثة. كانت أغلب التوقيعات لتلميذات، وبعضهن كتب أكثر من موضوع، في حين برز التلاميذ الذكور في صفحة الأخبار المحلية، وساهم أحدهم في موضوع المخدرات، ولم تتركه التلميذات يفرح بتفرده، فقد زاحمته زينب. ولعل هذا النموذج الذي بدا أنه مجرد صدفة، ليس في واقع الحال كذلك، لأنه يتقاطع مع حقيقة إقبال الفتيات بشكل لافت على التخصص في دراسة الإعلام والصحافة. فهل يسير مستقبل الإعلام في المغرب نحو التأنيث فعلا، أم أنه صار كذلك والسلام؟.." *** اضغط هنا لقراءة الموضوع كاملاً 2. إرضاء الأهل وراء ارتفاع عدد الإناث في اختصاصات معيّنة - نجلاء حسن (صنعاء) "... المجتمع، الذي ما زالت نظرته قاصرة تجاه الفتاة، يجد أن تخصصات مثل التربية وعلم النفس والاجتماع قريبة من البيت، ومناسبة للأسرة لجهة عدد سنوات دراستها المحدود، وعدم حاجة الفتاة للذهاب إلى الجامعة كل يوم، وبذلك يساهم المجتمع في إعاقة التغيير، كونه يقلص حجم وجود المرأة فيه، وهي القادرة على الالتحاق بأي مجال، كما كانت قادرة على حمل حياة في رحمها لتسعة أشهر". ويعود رضوخ الفتاة للأمر الواقع، فيما يخص دراستها، للتنشئة الاجتماعية والتي تُعد الفتاة دائما لمشروع واحد هو الزواج. وهنا، لا يفكر الأهل أن هذه الفتاة لم تقض نصف عمرها في الدراسة كي تتزوج وتجلس في البيت، لكن هذا ما يحدث للأسف..." *** اضغط هنا لقراءة الموضوع كاملاً