سكر الفركتوز من السكريات البسيطة، وهو سريع الامتصاص، ويختلف عن سكر الغلوكوز في أنه لا يحتاج إلى هورمون الأنسولين من أجل استقلابه، وخلايا الكبد هي الوحيدة التي تستطيع تحليله والتعامل معه لإنتاج الطاقة منه. في الماضي كان سكر الفركتوز يشكل حيزاً ضيقاً في غذاء الإنسان اليومي الذي كان يحصل على معظمه من الفواكه وبعض الخضار. أما في أيامنا هذه فبات الشخص يحصل على 5 إلى 6 أضعاف ما كان يناله سابقاً تأتي غالبيتها من السكر المصفى الذي يستعمل في الكثير من الأطعمة والمشروبات الحلوة، ورقائق الحبوب، والمعجنات، والآيس كريم. ويتم إنتاج الفركتوز على شكل بودرة أو سائل أو أقراص. ويلجأ صانعو الأطعمة كثيراً إلى استخدام شراب الذرة الغني بسكر الفركتوز. لقد ازداد استعمال شراب الذرة العالي الفركتوز 1000 مرة أكثر بين عامي 1970 و 1990، وأشارت دراسة حول هذه المادة نشرت عام 2004 إلى أن شراب الذرة هو المادة الغذائية الأكثر استخداماً في العالم، وهناك بحوث تربط بين الإفراط في استهلاك شراب الذرة وانفجار أمراض السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والداء السكري. لا ضير من تناول سكر الفركتوز بكميات قليلة من مصادره الطبيعية، لكن المبالغة في استهلاكه تؤدي الى عواقب ليست لمصلحة الكبد ولا لمصلحة القلب والأوعية الدموية، إذ ما إن يحصل الكبد على حاجته من الفركتوز حتى يتحول الفائض منه عبر سلسلة من التحولات الكيماوية المعقدة إلى قطرات من الدهون تتكدس في خلايا الكبد لتؤدي الى ما يسمى في الوسط الطبي بتشحم الكبد اللاكحولي الشبيه إلى حد بعيد بتشحم الكبد الناتج من المشروبات الروحية. ويمكن أن تنجم عن تشحم الكبد اللاكحولي المضاعفات الآتية: - التهاب الكبد اللاكحولي وما يترتب عنه من تليف ودمار يلحق بخلايا الكبد فتصبح هذه عاجزة عن أداء الوظائف المنوطة بها على ما يرام. - تكدس الدهون في الأحشاء وحول الأعضاء. - ارتفاع نسبة الشحوم في الدم (خصوصاً الكوليسترول السيئ والغليسيريدات الثلاثية)، وهذا يساهم في تسريع نشوء الترسبات الدهنية داخل الأوعية الدموية وما يترتب عنه من إيقاعات سلبية على القلب والشرايين. - زيادة خطر التعرض لفرط ضغط الدم. - زيادة خطر التعرض لداء السكري. إن ما ذكرناه أعلاه لا يعني العزوف عن تناول الفواكه، فهي مصدر قليل وجيد لسكر الفركتوز، ولكن المهم هو الحد من تناول المنتجات التي تعج بهذا السكر، خصوصاً شراب الذرة.