تؤكد الدكتورة سميحة الحيدر أن قيادة المرأة السيارة «ليست قضيتنا ومطلبنا الأول بالنسبة لنا كسعوديات» وتقول: «في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن قيادة المرأة السيارة وكأن ليس لدينا هموم سوى «متى سنسوق؟» وكأن خاتم سليمان هو أن نسوق كي تنتهي جميع مشكلاتنا وأوجاعنا وهمومنا». وتضيف: «كان من الأولى المطالبة بحقوق المرأة المطلقة وحق الحضانة، وسن تشريعات للمرأة العاملة وغيرها من أمور كثيرة مما نحتاج إليه قبل أن نطالب بالقيادة. وهذا لا يعني أنني ضد القيادة ولكن مع إيجاد ضوابط معينة تكفل للمرأة كرامتها وسلامتها، علماً بأنني أحمل رخصة قيادة سارية المفعول، ولكن أرفض القيادة في شوارع الرياض إلى أن يتعلم المجتمع أنظمة القيادة واحترامها وقوانينها ووجود الشركات المختصة بالاهتمام بالسيارة في حال عطلها ليتسنى الاتصال بها للحضور فوراً». وتوجه الدكتور سميحة الحيدر نداء يتضمن الكثير من الأسئلة إلى المطالبات بقيادة المرأة السيارة تقدم من خلاله رؤيتها للموضوع من خلال أبعاد عدة، وتقول: «لماذا لا تطالبن بالاستغناء عن الخادمة ورعاية أطفالكن فلذات أكبادكن الذين في أحضان الخادمات وأصبحن الأمهات البديلات؟ لماذا لم تقم واحدة بمحاولة إيجاد بدائل للخادمات اللواتي لا تنتهي قصصهن ومشكلاتهن مع فلذات أكبادنا كما نرى يومياً في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام؟». وتضيف الحيدر: «إن عملي على مدى سنين طويلة في المجال الاجتماعي جعلني أصاب بالإحباط وللأسف على عقلية بناتنا وسيداتنا اللواتي لم يقمن بالعمل على إيجاد نظام للمطلقات اللواتي يجدن أنفسهن في الشارع بعد سنوات طويلة من الزواج بمجرد لمسة قلم من الزوج لا حقوق لها ولا مأوى تدور مشردة في الشوارع تبحث عمن يعيلها وأطفالها». وتواصل الحيدر تقديم أسئلتها التي تحملها كثيراً من العتب، وتقول: «لماذا لم تقدم واحدة منكن اقتراحاً بإيجاد بدائل للقيادة مثل شركات مواصلات منظمة في الأحياء سواء كانت ليموزينات أو باصات مكيفة خاصة للسيدات؟ ولكن لعلمي أن «برستيج» أغلبكن يمنعكن من استخدام المواصلات العامة!». وتزيد الدكتورة سميحة في ذلك وتقول: «كم من السيدات لم يستطعن العمل لعدم موافقة ولي الأمر أو الزوج أو سحب الموافقة عند أدنى خلاف مع الزوجة لتصبح ضحية بلا عمل مدى العمر، كم كنت أتمنى لو أن الجهود تضافرت للمطالبة بالنظر في قوانين الحضانة وحماية المرأة من العنف والابتزاز المادي من الزوج أو أب لا يخاف الله، كم كنت أتمنى لو أن هناك حملة للمطالبة بالحد من عقوق الوالدين وعقوبة كل من يتخلى عن احد والديه، إذ إن أسرّة المستشفيات قد ضاقت بكبار سن ليس لهم راع أو ولي يخاف الله وجحود الأبناء وزوجاتهم، كم كنت أتمنى لو أن المطالبة كانت بالعدل في العمل وإعطاء الفرص للترقيات بحسب المؤهل والخبرة والاجتهاد وليس بحسب نظرية «أنت محسوب على مين؟». وتختم مديرة المسؤولية الاجتماعية بقولها: «هناك الكثير والكثير مما نحتاج إليه قبل أن نطالب بالقيادة ودعني أقول بالعامية «أن نولم العصابة قبل الفلقة». ولذا أنا سعيدة بأن أقول لن أقود ولن أقود حتى أرى مستقبلاً علمياً أفضل لأبنائي وفرصاً وظيفية أفضل لبناتي وضماناً اجتماعياً أفضل لأمهاتي ودور حضانة أفضل لأحفادي وغيرها الكثير.