عندما كتبت الأسبوع الماضى مقالاً عن قيادة المرأة بين الرديكالية واللبرالية وصلتنى الكثير من تعليقات القراء الكرام سواء بالفاكس أو بالبريد الإلكترونى أو بإلاتصال التليفونى غالبيتهم مؤيدين لما كتبت!وصوت النساء كان الأغلب فمعظمهن يرغبن بأن يَسْمحْ لهن المسؤولين بالقيادة ويقلن أن ذلك سوف يَسْهُم بخدمة اقتصاد الوطن ويوفر عليه المليارات من التحاويل الخارجية للسائقين الأجانب كما يسهم فى أمنه ويجنب المجتمع المفاسد التى يفرزها بل يفعلها بعض هؤلاء السائقين! ويؤكدن بأن الأخذ بذلك لا يتعارض مع الدين!فهو فى نطاق درء المفاسد المقدم على جلب المصالح! والكثير منهن يَقُلْنَ لماذا ندير ظهورنا لموضوع كهذا مهم ولا يمكن له أن يموت؟ولماذا لا نبت فيه سواء فى مجلس الشورى الموقر أو غيره؟ وإذا كان البعض يخاف علينا من سلبيات القيادة ومنها معاكسة بعض الشباب نقول لقد عِشْنا هذه الواقعة مع التليفونات قبل سنوات وانتهى الأمر على ما يريده المسؤولين فى السيطرة التقنية بإظهار الأرقام ومحاسبة المعاكسين. ويُضِفْنَ بأنه لا ينبغى أن نقف فى أماكننا نظير خوفنا من المعاكسات بل علينا المضى فى شق طريقنا للتقدم والتطور والمدنية على أساس التمسك بيُسْر شَريعتنا السمحاء واستغلال هذا التيَّسِِيرْ! مع يقيننا بكفاءة الدولة رعاها الله على حمايتنا والحفاظ على أمننا! وإحداهن أضافت: بالأمس القريب عَارَضَ البعض فتح مدارس للبنات واليوم نرى بأم أعيننا تكالب هؤلاء المعارضين على إدخال بناتهن المدارس؟ وبعضهن رَوَيْنَ وحَكَيْنَ ما يُواجُهُنَّ من مشاكل مع السائقين الأجانب تدعو كل غيور إلى إعادة النظر فى منع القيادة؟ فهناك المرأة التى توفى زوجها ولها أطفال يذهبون الى المدرسة لوحدهم مع السائق!وتقول هذه السيدة: أشعر بالقلق على أطفالى الصغار حتى يعودوا للمنزل وأشعر بالخوف عندما أستقل السيارة برفقة السائق نظراً لعلمه بوفاة زوجى فأنا أعيش وحيدة بعيداً عن سكن الأهل والأقارب! ولهذا ينتابنى الَهَوَسْ من أى حركة يقوم بها السائق خصوصاً فى الليل عندما أقوم لأصلى صلاة الفجر والعالم هادئ فأى صوت من الهواء أو الحيوانات الأليفة وغيرهما يذهب تفكيرى وظني رأساً للسائق؟ وأخرى تقول أسكن فى أقصى شمال جدة وأذهب الى الجامعة فى أقصى جنوبها؟ أحياناً أغادر منزلى الساعة السادسة صباحاً برفقة السائق الذى لا يغض النظر عنى من خلال المرآة وغالباً ما (يَتعَلَّل) بسقوط شيئ ما إلى جانبى ليمد يده ناحيتى وليرى ردة الفعل لدى؟ وأخرى تقول أنا أرملة وموظفة فى بنك وأستلم راتب مقداره 3000 ريال أدفع منه 1200 ريال للسائق خلاف رسوم الاستقدام التي تبلغ4000 ريال مكثت أجمع فيها سنتين وأحمد الله أنه لم يهرب وتضيع تحويشتى؟ وكذلك أدفع مبلغ 500 ريال لخادمة الجيران فى الشقة المقابلة التى تقوم بملاحظة والعناية بطفلتى أثناء غيابى فى عملى ولم يبق لى سوى 1300ريال من راتبى الشهرى + 800 ريال من تقاعد زوجى فأين حُسْن المعيشة؟ وكان بودى توفير مبلغ 1200 ريال الذى يأخذه السائق منى ورسوم الاستقدام لتحسين وضعي المعيشي لو سُمح لى بالقيادة! وأخرى تقول أنا عندما أسافر الى الخارج أقود السيارة بنفسى فأنا هادئة فى القيادة ولدى ثقافة مرورية ليست لدى بعض الشباب! ولو سُمح لنا بالقيادة لن تكون هناك زحمة فى شوارع بلادنا كما يدعى البعض لأننا سَنَحِلْ مكان السائقين الأجانب الذين سيرحلون الى بلادهم؟ فهل نفعلها؟ [email protected]