أكد عدد من القادة العرب الذين تحدثوا أمس في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الدوحة، أهمية مشروع المصالحة العربية الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت، كما وجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية التحية الى خادم الحرمين لمبادرته لإعادة الأمور إلى نصابها داخل البيت العربي، فيما خاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس القمة بقوله: «إننا نلتقي اليوم ونحن ندرك تماماً حجم الآمال الكبيرة التي تعقدها شعوبنا علينا»، وأضاف: «لقد رحبنا جميعاً بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين في قمة الكويت لطي صفحة الخلافات العربية، وأكدنا تقديرنا لما تبعها من خطوات عملية للتأسيس لمرحلة جديدة من العمل». بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أهمية المصالحة العربية التي دعا إليها خادم الحرمين في قمة الكويت ووصفها ب«أنها الأرض الصلبة لاتخاذ القرارات العربية التي تخدم العمل العربي المشترك»، مشدداً على ضرورة تأسيس المصالحة العربية على أرض صلبة تتمثل في الإرادة الصادقة في بناء التكامل ووحدة الصف العربي. وأشاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بمبادرة خادم الحرمين للمصالحة العربية، ومتابعته الحثيثة لها من خلال عقده القمة الرباعية في الرياض، واصفاً خطاب خادم الحرمين في القمة الاقتصادية في الكويت ب«التاريخي»، وثمّن أمير الكويت ما تضمنه خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز من تأكيد على أن الخلافات السياسية أدت إلى فرقة الدول العربية وانقسامها وشتات أمرها. من جهته، أشاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين بجهود خادم الحرمين الشريفين من أجل تحقيق المصالحة العربية، مؤكداً على «أهمية بناء رؤية استراتيجية عربية موحّدة للتعامل مع المستجدات الحالية والمستقبلية على نحو يضمن مصالحها (الأمة العربية) وقدراتها». وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة أن تقوم الرؤية الاستراتيجية المستقبلية على استكمال تنقية الأجواء العربية، وتجاوز الخلافات وتوحيد المواقف والجهود، وتعزيز مبدأ التضامن العربي. ونوّه الرئيس السوداني عمر حسن البشير في كلمته بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للمصالحة العربية، وقال: «إن ذلك ليس بعسير أو مستحيل إن صدقت النوايا». وكان أمير قطر توجّه في كلمته إلى القادة العرب، بقوله: «إن الأمة تتطلع اليكم (...) فمع أهمية المصالحات الجارية ومع ضرورة عودة الود في العلاقات أصبح المطلوب منا التوافق والتعاون في الأفكار والأهداف والوسائل بيننا، وبيننا وبين العالم بأسره». ولفت الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى أن مبادرة خادم الحرمين أحيت الأمل بإمكان تنقية الأجواء العربية، فيما لفت الرئيس محمد حسني مبارك في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوفد المصري إلى قمة الدوحة الوزير مفيد شهاب، إلى أن المصالحة لا بد من أن تتأسس على المصارحة والوضوح، لافتاً إلى أن «ما اتخذته بلاده من خطوات على طريق المصالحة العربية منذ قمة الكويت وحتى اليوم ليس نهاية المطاف».