انتخب البرلمان الاوروبي أمس، جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ سابقاً، رئيساً للمفوضية الاوروبية خلفاً للبرتغالي جوزيه مانويل باروسو. وكان اختاره للمنصب 26 رئيس دولة وحكومة في الاتحاد الاوروبي من اصل 28، في 27 حزيران (يونيو) الماضي. وعارضت بريطانيا وبولندا ترؤسه المفوضية. ونال يونكر 422 صوتاً في مقابل معارضة 250 وامتناع 47 عن التصويت و10 بطاقات لاغية، ما يعني أن 729 نائباً أوروبياً شاركوا في التصويت. ويُفترض ان ينال المرشح، الغالبية المطلقة للنواب ال751، أي 376 صوتاً. وكان يونكر ضمن تأييد الائتلاف الكبير بين يمين الوسط والليبراليين والاشتراكيين، ويضمّ 480 نائباً. ويعني ذلك أن حوالى 60 نائباً خرجوا عن الاجماع. في المقابل، قرّر عدد من النواب الخضر ال50 التصويت له، دفاعاً عن مبدأ جديد هذه السنة وهو اختيار رئيس المفوضية من الحزب الذي احتل الطليعة في الانتخابات الاوروبية التي نُظمت في أيار (مايو) الماضي. وسيعيّن البرلمان الاوروبي اليوم نائب الرئيس المكلف السياسة الخارجية، اضافة الى منصبَي وزير خارجية الاتحاد ورئاسة مجلس اوروبا، وحقائب في الجهاز التنفيذي للاتحاد. وكان يونكر أعلن قبل انتخابه تأييده لخطة استثمارات قيمتها 300 بليون يورو لمكافحة البطالة، قائلاً: «هناك دولة تاسعة وعشرون في طور التشكّل، وهي دولة الذين لا عمل لهم. أرغب في دمج هذه الدولة ضمن الدول الأخرى، وأقترح خطة للاستثمار من اجل تحقيق ذلك». وأضاف: «في السنوات الثلاث المقبلة، اريد تخصيص 300 بليون يورو لاستثمارات خاصة وعامة». الى ذلك، رشّح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، جوناثان هيل لمنصب المفوّض البريطاني لدى الاتحاد. وأعلن هيل تأييده استراتيجية كامرون الساعية الى بقاء بريطانيا داخل اتحاد أوروبي يخضع لإصلاح، معتبراً أن «من مصلحة المملكة المتحدة ان تؤدي دوراً رائداً في الاتحاد الاوروبي، وفي تشكيل المنظمة وهي تتغيّر لتواجه التحديات التي تواجهها الآن». وكان كامرون تعهد السعي الى اعادة التفاوض في شأن علاقات بريطانيا مع الاتحاد وتنظيم استفتاء على عضوية بلاده في الاتحاد عام 2017، اذا فاز في الانتخابات المتقبة العام المقبل. في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس لروسي فلاديمير بوتين هنّأ يونكر على انتخابه، منبهاً الى أن «علاقات روسيا والاتحاد الأوروبي تشهد اختبارات جدية»، في اشارة الى النزاع في أوكرانيا. لكنه أعرب عن «أمله بأن تتطور في روح من الشراكة الاستراتيجية للطرفين».