بات المسؤولون الاوروبيون عازمين على فرض ترشيح جان كلود يونكر لرئاسة المفوضية الاوروبية ويجد البريطاني ديفيد كاميرون نفسه وحيداً في رفضه احترام نتائج الانتخابات الاوروبية بعدما تخلى عنه حلفاؤه الواحد تلو الاخر. وكان كاميرون هدد الثلثاء بطلب عملية تصويت في حال سعى شركاؤه الى تعيين يونكر. واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء امام النواب الالمان "اننا نحتاج الى تصويت بالغالبية المشروطة". وقالت "هذا ما تنص عليه تحديداً المعاهدات. فلن يكون الامر مأساوياً اذا كان لدينا فقط غالبية مشروطة". والقرار قاطع وغير قابل للتفاوض. وستتم عملية التصويت لان شركاء بريطانيا لا يعتزمون تغيير القواعد لارضاء كاميرون ولا تأخير الجدول الزمني لتفادي خلاف مع البرلمان الاوروبي. ومن المتوقع أن يهزم رئيس الوزراء البريطاني الجمعة. إذ تلاشت فرصه في جمع اقلية تعطيل تشمل 92 صوتاً للتصدي لهذا التصويت، خلال قمة هاربسند المصغرة قبل اسبوعين في السويد عندما اعلنت ميركل رسمياً دعمها ليونكر تحت ضغط النواب الاوروبيين الالمان. واعلن السويدي فريدريك راينفيلت انه بات يؤيد تعيين يونكر بعد ان نظم قبل اسبوعين اجتماعاً ضد يونكر في هاربسند. وانضم اليه لاحقاً رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي مارك روتي. ووحده رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان اعلن معارضته الشديدة لتعيين رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق. وبالتالي ستحترم الاجراءات. فبعد تعيينه الجمعة من قبل المسؤولين الاوروبيين سيخضع ترشيح يونكر للتصويت خلال الجولة الثانية من البرلمان الاوروبي من 14 الى 17 تموز (يوليو). ولانتخابه على يونكر ان يجمع 376 صوتاً. وستعقد القمة الاوروبية في مكانين وموعدين. سيتوجه رؤساء الدول والحكومات الخميس الى مدينة ابرس البلجيكية الرمزية لتكريم كل الذين سقطوا خلال الحرب. وسيلتقون حول عشاء عمل قبل العودة الى بروكسل لليوم الثاني من اعمالهم. ولن يتم الجمعة بحث مسألة رئاسة المفوضية الاوروبية رسمياً. واعلن هذا المسؤول انه لم يعد من الوارد ربطها بالمناصب الاخرى داخل الاتحاد الاوروبي. وقال ان التعيينات لرئاسة مجلس اوروبا ووزير خارجية الاتحاد ورئاسة مجموعة يوروغروب "ٍستبحث لاحقا". وقال مصدر اوروبي اخر ان قمة استثنائية قد تنظم لهذه الغاية في منتصف تموز. ويتم التداول اكثر واكثر بتاريخ 16 تموز خلال جلسة البرلمان الاوروبي لكنه لم يؤكد بعد. وسيخصص عشاء الخميس في ابرس لبرنامج عمل المفوضية الاوروبية. وتلقى رئيس المجلس هرمان فان رومبوي عدة اقتراحات خصوصا من فرنسا وايطاليا مؤكداً انه اخذها في الاعتبار في مشروعه الذي سلم الى العواصم الاوروبية الثلاثاء. ويبدو ان المباحثات ستكون صعبة لان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي يطالبان بتغيير سياسة الاقتصاد والموازنة المعتمدة حتى الان وبمرونة اكبر في تطبيق قواعد العجز والدين العام.