استدعت أحداث منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس تحركات أمس مكثفة من كبار المسؤولين، وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تطورات الأوضاع فيها مع كل من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، واطلع على خطوات الجيش ميدانياً لضبط الوضع. وأكد سليمان «الحزم في التعاطي مع أي إخلال بالأمن»، لافتاً إلى أن «الخطاب السياسي المتشنج وعدم ممارسة المسؤولية في شكل صحيح وفقاً للدستور وضمن روحية اتفاق الطائف، يشكلان عناصر يقف خلفها المتضررون من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي». وأشار خلال استقباله وفداً من ملتقى الجمعيات الأهلية في طرابلس، إلى أن «تحقيق الإنماء المتوازن وخصوصاً في طرابلس ومحيطها وما يخلق ذلك من فرص عمل، يساهمان إلى حد كبير في محاربة بؤر الفقر والتطرف». واعتبر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل أن «الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لفرنسا من شأنها أن تعزز العلاقات مع دولة صديقة، ومن شأنها إعادة لبنان إلى الخريطة الدولية من خلال دوره الجامع لكل الحضارات والثقافات والأديان وساحة للحوار». وقال في تصريح: «هذه هي صورة لبنان التي نريدها وليست صورة التناحر والاقتتال الداخلي.» وتخوف من أن «تشوه كل العراقيل والأحداث التي شهدتها الساحة اللبنانية صورة لبنان وإعاقة مسيرته الوطنية وزعزعة الاستقرار الداخلي مع التشديد على أن كل جهد خارجي يجب أن يترافق مع جهد داخلي لمعالجة الوضعين الأمني والسياسي». وأشار إلى أن «الأوضاع الأمنية في غاية الخطورة، والتساهل مع بعض الجهات المسلحة وتشريع أسلحتها تفتح المجال لأطراف آخرين لحمل السلاح والنزول إلى الشارع والادعاء بالشرعية نفسها». ودعا الحكومة «التي لا عذر لديها إلى أن تتوحد بأسرع وقت وتعمل لوضع خطة لمعالجة وضبط موضوع السلاح كأولوية على الصعيد الوطني لأن في ذلك مفتاح الاستقرار». ورأى الجميل أن «ما يحصل في طرابلس من فلتان أمني هو صراع تتجاوز أهدافه الحدود اللبنانية ولا علاقة له بالمسألة اللبنانية. يجب بذل كل الجهود من أجل عدم إقحام لبنان بصراعات لا تعنيه مباشرة خشية أن يصبح من جديد هو الضحية». حرص شمالي على منع التدهور وأكد الوزير شربل أن المرجعيات السياسية والحزبية والفاعليات في الشمال «حريصة على منع أي تدهور أمني»، وأمل ب «ألا يتطور الوضع بفضل وعي القيادات دقة المرحلة العصيبة وسعيها إلى نزع فتيل الفتنة التي تهدد بأخطار جمة»، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية «تتخذ الإجراءات والتدابير الحازمة وتلاحق المخلين بالأمن لإعادة الهدوء إلى هذه المنطقة». ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الاشتباكات في مدينة طرابلس التي تحصل بين الحين والآخر «بالمقلقة وهي محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد»، داعياً الجيش إلى «الإسراع في بسط الأمن والاستقرار في المدينة ووضع حد للعنف لتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية».