كابول – رويترز، أ ف ب - اتهم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الحلف الأطلسي (ناتو) بقتل 8 أطفال في غارة جوية نفذتها مروحيات تابعة لها في منطقة نغراب في ولاية كابيسا (شرق)، حيث ينتشر جنود فرنسيون، ليل الاربعاء - الخميس، ما قد يزيد التوترات بين الحكومة وحلفائها الغربيين مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين في هذه الغارات. وأورد بيان اصدره مكتب الرئاسة الأفغانية ان «كارزاي استنكر الغارة بشدة، وبعث مستشاره محمد ظاهر صافي الى المنطقة للتحقيق في الواقعة»، وهو ما تعهد الحلف الأطلسي إجراءه من دون ان يؤكد حصيلة القتلى. وكان مسؤولون افغان قالوا إن «الغارة استهدفت معدّات لحركة طالبان موجودة داخل هذين المنزلين، لكن سكان المنطقة مناهضون للحركة»، علماً ان الأممالمتحدة كشفت في تقرير اصدرته الاسبوع الماضي ان عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب الافغانية ارتفع للعام الخامس على التوالي، وبلغ 3021 قتيلاً عام 2011 في مقابل 2790 عام 2010. وتعتبر كابيسا مسرحاً لتسلل متمردي «طالبان»، وستشهد بدءاً من آذار (مارس) المقبل نقل القوات الفرنسية مسؤوليات الأمن فيها الى تلك الأفغانية على ما اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي إثر قتل جندي افغاني «مارق» اربعة جنود فرنسيين في كابيسا كانوا يتولون تدريبه. الى ذلك، كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان واشنطن التي تستعد لتقليص قواتها في افغانستان، ستكثف اعتمادها على القوات الخاصة التي تعتقد بأنها تستطيع منع «طالبان» من السيطرة على البلاد. وستعتمد الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس باراك اوباما بدرجة اقل على القوات التقليدية لترتكز على افراد القوات الخاصة الاميركية المنتشرين في افغانستان والبالغ عددهم تسعة آلاف رجل. وقال احد هؤلاء المسؤولين ان «عناصر القوات الخاصة الذين يبلغ عددهم 9 آلاف في افغانستان سيشرفون على تدريب القوات الحكومية والقضاء على قادة طالبان». وأضاف: «انه تطور طبيعي باعتبار ان المهمة باتت تركز اكثر على التأهيل الذي يشكل احدى المهمات الرئيسة للقوات الخاصة»، علماً ان هذا التغير الاستراتيجي تحدث عنه وزير الدفاع ليون بانيتا في الثاني من الشهر الجاري، حين أكد ان الافغان سينتقلون الى الصف الأول في القتال من اجل السماح للتحالف بالتركيز على تأهيل القوات الأفغانية. لكن خبراء حذروا من أخطار هذا التغيير، وقال جيفري درسلر من المعهد الخاص بدراسة الحرب انها «حسابات سياسية، لا يمكن ان تمر من دون ضرر». وصرح سيث جونز، الخبير في مركز «راند» الفكري بأن «المهمة العسكرية لم تنته، لذا قد يسهل الوجود المحدود للقوات الأميركية عودة طالبان الى الارض، ويضعف موقف الحكومة الافغانية في مفاوضات سلام محتمل. اما اذا حدد الأميركيون هدفهم بمنع طالبان من اطاحة هذه الحكومة، فيمكن تحقيق ذلك»، معتبراً ان واشنطن لم تعد تنتظر ضمان كابول الأمن في انحاء البلاد، وتفضل ان تعتمد على قوات الشرطة المحلية لإبقاء «طالبان» خارج قراها.