استهدف مهاجمون مزودون أسلحة رشاشة وقنابل وقاذفات صواريخ أمس، مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب الأكبر في باكستان، وذلك للمرة الثانية خلال الشهر الجاري، واقتحموا أكاديمية لتدريب الشرطة في منطقة ماناوان حيث قتلوا 26 شخصاً على الأقل وجرحوا نحو مئة آخرين غالبيتهم من قوات الأمن. ومثّل ذلك تحدياً للاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تستهدف القضاء على المتطرفين في منطقة القبائل (شمال غربي) المحاذية للحدود مع أفغانستان، عبر نقل الهجمات الى المدن الكبرى الباكستانية. وتواصلت الاشتباكات بين المسلحين الذين ارتدوا ثياباً عسكرية وقوات الأمن على مدى ثماني ساعات في موقع الأكاديمية. وحسم المعركة تدخل القوات الخاصة في الجيش التي استعانت بمروحيات وقناصة، ما أدى إلى مقتل أربعة مسلحين واعتقال خمسة آخرين، أشار مسؤولون أمنيون الى انتمائهم الى طائفة البشتون في أفغانستان ومنطقة القبائل الباكستانية. (راجع ص 8) ورفض مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رحمن مالك تأكيد صلة المجموعة بتلك التي هاجمت المنتخب السريلانكي للكريكيت في لاهور في الثالث من الشهر الجاري، والتي لم يعتقل أي من أفرادها، فيما اتهمت مصادر عسكرية بيعة الله محسود زعيم حركة «طالبان - باكستان» المتهم الأول باغتيال رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو نهاية العام 2007، بالوقوف وراء الاعتداء على الأكاديمية. وأشارت الى إن 22 من مقاتلي محسود تسللوا من مدينة ميان والي في البنجاب القريبة من إقليمجنوب وزيرستان القبلي إلى لاهور قبل عشرة أيام، لتنفيذ هذه العملية. وأكد المسؤولون أن أجهزة الاستخبارات المحلية أبلغت حاكم البنجاب سلمان تعسير هذه المعلومات في 25 الشهر الجاري، لكنه لم يتخذ احتياطات للحؤول دون الهجوم. وأقر مالك بأن رجال الشرطة الذين يحرسون المباني الحكومية في أنحاء البلاد يفتقدون التدريب الكافي والخبرة المطلوبة للتعامل مع جماعات إرهابية «ما يزيد احتمال تعرض مبان حكومية لهجمات مماثلة، في إطار مخطط ل «ضرب سيادة باكستان». واتهم جماعات جهادية باكستانية بتلقي دعم «أجنبي» لزعزعة استقرار باكستان وتنفيذ هجمات وتفجيرات في المناطق، مكرراً أن الحكومة الحالية التي يقودها حزب الشعب ورثت الوضع الأمني المتدهور من حكومة الرئيس السابق برويز مشرف. في الوقت ذاته، قال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام: «إننا قلقون جداً من الهجمات الإرهابية في باكستان، لأنها تهدد الأمن في المنطقة». وأكد نائب قائد الجيش الهندي الجنرال نوبل ثام ان المؤسسة العسكرية تراقب الوضع بدقة «تحسباً لامتداد الأزمة الى الهند المجاورة». وجاء الهجوم على الأكاديمية عشية انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بأفغانستان في مدينة لاهاي الهولندية والذي ستحضره نحو مئة دولة ومنظمة، ستناقش تعزيز التحرك الدولي ضد الإرهاب. وصرح الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، بأن الحلف يسعى الى الحصول على بليوني دولار سنوياً من المجتمع الدولي لدعم قوات الأمن الأفغانية وتعزيز قدراتها.