يجني العسل من موقع محدد بجوار أشجار محددة وفي مواسم معينة، جني العسل بالنسبة له مهنة وحرفة، يتمثلها في أصعب الأماكن والتضاريس، عرف النحل وخباياها لدرجة كأن بينهما صلة قرابة أو صداقة عميقة، يشعر بها ويعرف أسرارها، فهو أخذ هذه المهنة الجميلة واللذيذة من جده، عبدالله الصهدي أشهر بائع عسل في منطقة عسير، ومن سكان جبالها، وهو رفيق مهرجان الجنادرية كل عام. وقال الصهدي خلال مشاركته في مهرجان الجنادرية هذا العام: «تعلمت تربية العسل من جدي، وحالياً أنا من رواد هذا العمل، ولا أكاد أجد متسعاً للوقت للحاق بالطلبات التي اعتبرها نعمة من الله، فعلى رغم مرارة التعب لأحصل على الموقع الذي تريده النحل بجوار الشجر الذي يعتبر خلاصة الجودة الذي يسهم في جودة الإنتاج، إلا أنني أجد السعادة عندما نجد الثقة من المشترين في زمن الكل أصبح يشك في الإنتاج حتى لو كان فريداً، وأنا هنا لا ألوم المشترين فهم قد يغشوا بعسل ليس صافياً، وأعتقد أن المهمة لمنتجي العسل الصافي والمميز تحتاج للصبر، فالنحل تحتاج الشجر السليم في الموقع السليم والنقي، وهذه التنقلات والإشراف تحتاج لوقت طويل وتكاليف باهظة». وأضاف: «من مكان لمكان تكثر المعاناة في التنقل، فتارة نبحث عن شجر السدر الرائع وغيرها من الأشجار الكثيرة، بعضها مثل السدر نادر الوجود بسبب قلة الأمطار، ما يسبب المتاعب ويحتاج للصبر والدراية بالمواقع وإمكان التنقل والبحث والمعرفة، ولكن مقابل إنتاج جيد يجلب زبائن مميزين وعملاء دائمين، لأنه يندر عليهم إيجاد منتج عسل صافي ومميز ذي جودة، وأعتبر النحل البلدي رائع للغاية لكنه نادر الوجود ما يضطرنا بعض الأحيان لاستيراد عسل مصري وغيره بالرغم من محاولتنا تنمية وتكاثر النحل البلدي». وعن علاقته بالأشخاص الأثرياء بسبب العسل، قال: «في مواسم الصيف والجنادرية تعرفت على شخصيات بارزة وثرية، فأصبح التعامل معهم موسمياً وبالكميات التي يتم إرسالها لهم في مواعيدها، وبيننا حالياً صداقة، وعندما يطلبون زيادة في بعض الأحيان نعتذر منهم بسبب عدم استطاعتنا الإيفاء بالطلب المحدد في وقته، فيتقبلون ذلك بكل رحابة صدر، وهناك ميزة في تاجر العسل المحترم أنه لا يبحث عن الزبون بل الزبون مهما كان مواصفاته هو من يبحث عن التاجر لأن لديه العسل الصافي المذكورة فوائده في القرآن الكريم». وحول لسعات النحل، قال: «في كل مرة استخرج العسل من البيوت الخاصة بالنحل لا أخلو من لسعاتها التي تعودت عليها، وهي على رغم كونها مؤلمة إلا أنها دواء مفيد للجسم بحدود»، لافتاً إلى أنه في عسير تكثر أنشطة العسل ومهرجاناته، لكنه يندر وجود عسل صافٍ نقي إلا في الجبال، ولدى بعض البدو بعيداً عن المدينة ولدى بعض المنتجين المعروفين.