لا يفصل بين مبنى روضة الأطفال التابع للجنة التنمية الاجتماعية في محافظة العارضة بمنطقة جازان، ومصنع للخرسانة سوى أمتار قليلة، ما يجعل أصوات المعدات الثقيلة والغبار الناتج من موقع تعبئة الخلطات صديق الأطفال الدائم. ويتألف مبنى الروضة من دورين بسقف من الحديد، وزينت جدرانه برسومات تجذب الأطفال مثل «ميكي ماوس» و«توم وجيري»، ووضعت لجنة التنمية الاجتماعية لوحات دعائية في أماكن متفرقة من المحافظة تدعو فيها الأهالي إلى تسجيل أبنائهم في الروضة، لكن ذلك لم يقنع كثيراً من أولياء الأمور الذين فضلوا عدم إرسال أبنائهم إليها، والبحث عن أماكن أخرى هادئة تتيح لأبنائهم جواً مناسباً للتعلم. وذكر أحمد النخيفي أنه اضطر إلى إرسال ابنه إلى تلك الروضة لأنها الوحيدة التي تقع في المكان الذي يسكنه جنوب المحافظة، بعد أن قررت إدارة التربية والتعليم في المحافظة عدم قبول أي طفل ما لم يتم تدريسه في روضة أطفال، داعياً إلى البحث عن موقع آخر أكثر أمناً على الأطفال من موقع الكسارة والمصنع الحالي. وأشار مواطن آخر يدعى أحمد الحريفي إلى أن طفله توقف عن الذهاب إلى تلك الروضة بسبب الضوضاء التي لا تهدأ في المكان، مطالباً الجهات المعنية ببناء روضة في مكان آمن ومناسب لتعليم الأطفال. إلى ذلك، أكد رئيس لجنة التنمية الاجتماعية في محافظة العارضة محمد العبدلي ل «الحياة»، أن العاملين في اللجنة بحثوا طويلاً عن مبنى مناسب في المحافظة، ولم يجدوا سوى هذا المبنى الذي يملكه صاحب مصنع الخرسانة، فجرى استئجاره منذ عامين بإيجار سنوي يقدر ب40 ألف ريال. لكن هذا الكلام لا يقنع كثيراً من الأهالي، الذين يؤكدون أنه لم يجرِ الإعلان عن حاجة اللجنة إلى مبنى لإقامة روضة أطفال فيها، إضافة إلى أن المحافظة تكتظ بالمباني التي يبحث أصحابها عن فرص لتأجير عقاراتهم. وقال مدير الإشراف التربوي في محافظة العارضة: «هذه الروضة تابعة للجنة التنمية الاجتماعية، وليس لنا أي توجيه بخصوصها، وبالإمكان التواصل مع اللجنة بشأنها». وحذّر الاختصاصي النفسي في مستشفى أبي عريش العام محمد مهبش، من الأثر السلبي الذي ستتركه هذه الروضة على الأطفال، إذ إن الأصوات الصادرة عن المصنع القريب لا تتيح جواً مناسباً لتربية الأطفال في الروضة، وسيؤثر ذلك في استقبال المعلومات وإدراك الأطفال، ناهيك عن الأثر الصحي الذي سيخلّفه هذا المصنع على الأطفال عبر الكميات الكبيرة من الغبار التي تطرحها آلياته في الجو، مطالباً بإيجاد موقع بديل ومناسب لتهيئة الطلاب لتلقي المعلومات بشكل جيد.