طالبت اختصاصية علاج طبيعي، بتوعية العاملين في مراكز التأهيل، بأهمية الحركة وتغيير الوضعية للمعوقين، «خصوصاً غير القادرين على الحركة»، من خلال التركيز على التمارين الرياضية، لأنها «تساعد على زيادة عمق التنفس، ما يزيد من إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون، ودخول الأكسجين، وزيادة كفاءة الجهاز التنفسي والقلب والرئتين والشرايين. كما تجعل التمارين البدنية التي تمارس بانتظام القلب والرئتين، أقوى وأكثر مرونة، لأنها توسع الشرايين، وتقلل من حصول الانسداد التام لهذه الشرايين، وتمنع الجلطة الدموية»، مشددة على تعميم أهمية النشاط الرياضي للمعوقين. وأبانت مشرفة خدمات العلاج الطبيعي في الإدارة الطبية في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة عبير فلمبان، في برنامج قدمته أخيراً، في مركز التأهيل الشامل في الأحساء، بحضور رئيسة القسم النسائي في المركز فاطمة اليعقوب، أن «الرياضة تساعد على تحكم أفضل في نسبة سكر الدم، وتقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والكلسترول». ولفتت فلمبان، إلى أن الرياضة «تحافظ على الوزن، وتقلل من الإصابة بالبرد، وتمنح ذاكرة ونوم أفضل، وتحافظ على المفاصل وتقلل من أمراضها، وتزيد الثقة في النفس، وتجعل التحكم بالضغوط والتوتر أفضل. كما ترتبط الرياضة بصحة قلوب المعوقين ارتباطاً وثيقاً، إذ تعمل على تسريع خفقان القلب، وزيادة كمية الدم لجميع أجزاء الجسم، إضافة إلى زيادة كمية الأكسجين والغذاء لجميع أنحاء الجسم، وبخاصة القلب والعضلات، التي تقوم بدفع الدم من الأوردة إلى القلب، ما يؤدى إلى تحسين الدورة الدموية». وحذرت من عدم ممارسة الرياضة، «لما تتركه من آثار سلبية على صحة المعوق، قد تصل إلى حد الوفاة»، موضحة أن «عدم ممارسة التمارين الرياضية أو الحركة للأطفال المعوقين، يؤدي إلى كسل عضلات الساقين التي تدفع الدم من الأوردة إلى القلب، وبالتالي يزداد الضغط داخل الأوردة، وتتجمع كمية كبيرة من الدم في الساقين، ما يؤدى إلى زيادة الجهد المبذول من القلب، لتعويض عمل عضلات الساقين، وانخفاض ضغط الدم، وبخاصة عند تغيير وضع الطفل المعوق، ما يؤدى إلى حدوث حالات الدوار، وتكون الجلطات في الساقين أو في أجزاء الجسم المختلفة». وقالت: «إن عدم تمدد الرئة والالتهابات الرئوية يؤديان إلى انخفاض كفاءة الجهاز التنفسي، وضمور وألم في عضلات الصدر، ويقل معدل وعمق التنفس، وذلك لقلة حاجة خلايا الجسم إلى الأكسجين، ما ينتج عنه ضعف عملية تبادل الغازات في الرئة، وعدم استخدام حويصلات الرئتين كافة يؤدي إلى غلق أو انكماش هذه الحويصلات، وتجمع السوائل في الرئة، ومن ثم إلى الوفاة ب «النمونيا». وطالبت فلمبان، خلال البرنامج الذي تضمن ورشة عمل، شملت جلسات في التدريب على التنفس العميق، وتمرينات أخرى تتعلق بكيفية التعامل مع المعوق، مؤكدة أهمية «تأهيل المراقبات والاختصاصيات على اكتشاف نقاط القوة والضعف لدى هؤلاء الأطفال، نظراً لاحتكاكهن بهم، ومرورهم الدائم عليهم، فلا بد من التركيز على نقاط القوة لدى الطفل المعوق، والبدء منها في تحسين نقاط الضعف، والعمل على شكل فريق عمل، لتقوية الجانب الضعيف، والاستفادة من نقاط القوة. ولا بد من العمل على تحسين الخدمات المقدمة للمعوقين، بهدف تحقيق رضا المستفيدين».