حذّر تقرير مشترك ل «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) و«برنامج الغذاء العالمي» من ان «الملايين من الناس في جنوب السودان سيواجهون خطر الجوع خلال السنة الجارية، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتدارك الوضع». وكانت الهيئتان الدوليتان أرسلتا بعثة مشتركة ضمّت خبراء من الجانبين، ما بين تشرين الأوّل (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، لإجراء مسح لأوضاع الأمن الغذائي في أحدث دولة عالمياً، بناء على طلب من وزارة الزراعة والغابات في حكومة جنوب السودان. وأبرز التقرير المشترك تدهور مستويات الأمن الغذائي في البلاد. وسجل ارتفاع عدد السكان الذين يهددهم خطر الجوع المباشر من 3.3 مليون شخص العام الماضي إلى 4.7 مليون هذه السنة، بينهم ما لا يقل عن مليون شخص سيواجهون أشد درجات انعدام الأمن الغذائي، مقارنة ب 900 ألف نسمة في العام الماضي. وتوقع التقرير ان يتسبب استمرار النزاع بين الجنوب والشمال في حركة نزوح سكانية على نطاق واسع، في ظل تصاعد أسعار المواد الغذائية، ما سيؤدي إلى مضاعفة أعداد السكان الذين يواجهون أشد درجات انعدام الأمن الغذائي في البلد الناشئ. وعزا التقرير هذا الوضع المتدهور إلى عوامل، من بينها رداءة موسم الحصاد والطلب المتزايد على الغذاء وارتفاع أسعاره بسرعة واستمرار النزاع الأهلي وارتفاع عدد المشرّدين داخلياً، وتدفّق العائدين النازحين سابقاً. ويتفاقم الوضع خطورة على المجتمعات المحلية الواهنة، بفعل النقصُ الكبير في إنتاج الحبوب. ووفق تقويم خلصت إليه البعثة المشتركة، انخفض الإنتاج الوطني لجنوب السودان من الحبوب العام الماضي من مستواه العام السابق بمقدار 19 في المئة، وهو أقل بنسبة 25 في المئة من معدّل الإنتاج خلال السنوات الخمسة الماضية. ويقدَّر عجز الحبوب في البلاد للعام الجاري ب 470 ألف طن، أي ما يضاهي نصف الحاجات الاستهلاكية الكلية لجنوب السودان للسنة الحالية. أسباب طبيعية وتزيد خطورة الوضع توقعات بانخفاض مستوى هطول الأمطار في المنطقة، ما سيشكل سبباً إضافياً لتراجع كميات المحاصيل المتوقعة. ويرجَّح ان تتفاقم الحال أكثر فأكثر بفعل استمرار النزاعات العسكرية، وما ستتمخض عنه من عرقلة لنشاطات الزراعة الطبيعية. وترمي العمليات الجارية ل «فاو» العام الجاري إلى نجدة نحو 2.7 مليون نسمة من المجموعات السكانية الأشد تعرضاً لانعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية، عبر تأمين 150 ألف طن من المواد الغذائية العاجلة. وتتجه المساعدات تحديداً إلى الأسر الأكثر تهديداً من انعدام أمنها الغذائي، وفي شكل خاص الأطفال والمُرضعات ومجموعات المشرّدين داخلياً واللاجئين العائدين. ويتهيأ «برنامج الأغذية العالمي» مع شركائه لتصعيد العمليات الجارية لمواجهة احتمالات تدهور الأوضاع في البلاد. ويسعى إلى حشد دعم جهات متبرّعة لتغطية عجز التمويل الحالي بمقدار 160 مليون دولار، كشرط لإنجاح تغطية احتياجات 2.7 مليون شخص يتطلبون المعونة الغذائية، لكن تمويلاً إضافياً سيصبح ضرورياً في حال تدهور الأوضاع الراهنة. وأمنت «فاو» بالتعاون مع شركائها خلال الموسم الزراعي للعام الماضي أدوات زراعية، ومنحت نحو 2400 طن من البذور إلى 165 ألف أسرة زراعية. وكان من بين المستفيدين سكان جنوب السودان والمجموعات المشرّدة داخلياً من المتضررين بالصراع. ووزّعت «فاو» 5.5 طن من بذور الخضروات للنهوض بمستويات التغذية الأساسية للأسر وتنويع الوجبات الرئيسية للأفراد. وتعتزم المنظمة إنعاش الطاقة الإنتاجية لموسم الحصاد المقبل، بالتزامُن مع بداية موسم الأمطار بحلول نيسان (أبريل) المقبل واستمراره حتى حزيران (يونيو) في مناطق جنوب السودان. أسعار الأغذية ترتفع للمرة الأولى منذ 6 شهور باريس - أ ف ب - أعلنت «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) أمس أن أسعار المواد الغذائية سجلت ارتفاعاً جديداً في كانون الثاني (يناير) للمرة الأولى في ستة شهور، خصوصاً بسبب الأحوال الجوية السيئة في بلدان كثيرة. وسجل مؤشر أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً نسبته اثنان في المئة الشهر الماضي مقارنة بكانون الأول (ديسمبر)، لكن المؤشر بقي أدنى من المستويات القياسية المسجلة مطلع 2011. ويشمل الارتفاع المواد الغذائية الأساسية كلها وعلى رأسها الزيوت تليها البقول والسكر والألبان واللحوم.