حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» في نشرتها الفصلية الثالثة: «توقعات المحاصيل وحالة الأغذية»، من أن أسعار مواد الغذاء لدى البُلدان الفقيرة التي تعتمد كليّاً على واردات الغذاء، لا تَزال تُعانِي من ارتفاعها على رغم تحقيق إنتاجٍ عالميّ جيّد من الحبوب هذه السنة. ونُشر التقرير خصيصاً قبيل عقد مؤتمر القمّة العالمي للأمن الغذائي اليوم في العاصمة الإيطالية. وتذكُر «فاو» في نشرتها أمس على موقعها الإلكتروني، أن الأمن الغذائي المُزعزع بلغ نقطةً حَرجِة وبات يؤثّر في 31 بلداً تتطلّب حالياً معونات طارئة. وتزداد خطورة الوضع في شرق أفريقيا بالذات بسبب الجفاف والنزاعات، ما يستدعي تقديم معوناتٍ غذائية عاجلة لنحو 20 مليون شخص. وعلى رغم انخفاض أسعار مواد الغذاء الدولية بنسبة كبيرة من مستويات الذروة التي بلغتها قبل سنتين، تعزّزت أسعار الذرة والقمح خلال تشرين الأوّل (أكتوبر) ولم ينفكّ الرز الموجَّه الى التصدير يُتداوَل بأسعارٍ أعلى من مستويات ما قبل الأزمة بفارقٍ واسع. أزمة الغذاء مستمرة للفقراء وقال المدير العام المساعد لدى «فاو» الدكتور حافظ غانم إن «الأزمة لم تنته بعد بالنسبة الى الفقراء في العالم ممن يُنفقون نحو 80 في المئة من موازنة الأسرة على شراء الغذاء. فالأولويّة العالمية تَنصَبُّ الآن على زيادة الاستثمارات في خدمة القطاع الزراعي لدى البلدان النامية كوسيلة لمكافحة الفقر والجوع». لذلك تَعقِد المنظمة «مؤتمر قمّة الجوع» في مقرّها في روما بين 16 و18 الشهر الجاري بهدف تكوين إجماعٍ دوليّ واسع للعمل فوراً على خفض مستويات الجوع والتركيز على زيادة الاستثمار العام والخاص في التنمية الزراعية لدى البُلدان الفقيرة. تراجُع الحبوب في غرب إفريقيا ويقدّر في غرب إفريقيا، وفقاً لتقرير «فاو» أن ينخفض إنتاج الحبوب هذه السنة عن مستواه الجيِّد السنة الماضية. وتطلّبت معدلات الأمطار دون المتوسط المعتاد، إعادة الزَرع في أجزاء من غرب أفريقيا وأوقعت خسائر في الثروة الحيوانية في مالي وتشاد والنيجر. ولم تزل أسعار الحبوب في الإقليم أعلى بكثير مما كانت قبل أزمة ارتفاع أسعار الغذاء. فعلى سبيل المثال، بلغت أسعار الدخان في أسواق باماكو عاصمة مالي، وأوغادوغو في بوركينا فاسو، ونيامي في النيجر نِسباً أعلى ب 35 و42 و21 في المئة على التوالي، مقارنةً بمستوياتها في الفترة ذاتها من 2007. أمّا أسعار الرز المستورَد فكانت أعلى بما يتراوح بين 22 و46 في المئة. وتُحذّر «فاو» أيضاً من أنّ الانخفاض المتوقَّع في إنتاج نيجيريا من الحبوب يمكن أن يُفضي مجدداً إلى موجةٍ ارتفاع في أسعار الحبوب عبر إقليم غرب أفريقيا. قلق في شرق أفريقيا وتبعث الحالة العامة في شرق أفريقيا على القلق بسبب بوار المحاصيل وأراضي الرعي، كنتيجة لسوء هطول الأمطار في مناطق كثيرة، وتزايُد الصراعات، والفوضى التجارية، وارتفاع أسعار مواد الغذاء في استمرار. ويتوقع أن يهبط محصول الذرة في كينيا 30 في المئة مقارنةً بمستواه العام الماضي. وثمة نحو 3.8 مليون نسمة من سكان كينيا يُمكن أن يواجهوا انعدام الأمن الغذائي إلى حدودٍ كبيرة أو خطيرة، على الأكثر في الأراضي الرعوية والزراعية الهامشية. وارتفع عدد من يتطلّبون معونات إغاثة غذائية في إثيوبيا، من 5.3 مليون نسمة في أيار (مايو) إلى 6.2 مليون في تشرين الأوّل. وفي أوغندا نحو 1.1 مليون شخص يحتاجون الى مساعداتٍ غذائية. أمّا في جنوب السودان ودارفور، فإن استمرار النزاع المدنيّ يُفاقم سوء حالة الأمن الغذائي المُريعة التي يواجهها ملايين السكان، ويقدَّر أن نحو 5.9 مليون شخص في حاجة إلى معونة غذائية. وعلى رغم الإنتاج الجيّد لمحاصيل الحبوب في جنوب أفريقيا لا تنفكّ أسعار مواد الغذاء المرتفعة لدى بُلدان كثيرة تؤثّر في الأمن الغذائي في المنطقة. وفرة في شمال أفريقيا ويتوقع أن يسجِّل إنتاج الحبوب الكلي في شمال أفريقيا حجماًً قياسياً يقدّر بنحو 21.5 مليون طنّ هذا السنة، مقارنةً ب 14.3 مليون العام الماضي. وتُسقِط التوقّعات في آسيا إنتاجاً أسوأ لمحاصيل الرز بسبب الأمطار الموسمية غير المنتظمة خلال تموز (يوليو)، في مناطق الإنتاج الرئيسة لهذا المحصول الأساسيّ في الهند، وإلى الكوارث الطبيعية في بُلدانٍ أخرى مثل اليابان وجمهورية كوريا وجمهورية لاوس الديموقراطية الشعبية، وسريلانكا.