أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد 26 تعميماً موجهة للمساجد ومنسوبيها، خلال 15 عاماً منذ عام 1415ه حتى شهر ذي الحجة لعام 1430، إذ بدأت التعاميم بتكليف أئمة سعوديين بدلاً من الأجانب، في حين كان آخرها حث أئمة المساجد بالتحدث عن خطورة ألعاب «البلايستيشن» والأفلام الكرتونية، فيما لم تعلن الوزارة إصدار أي تعاميم أخرى خلال الأعوام الخمسة الماضية. وتحث التعاميم الموجهة لأئمة وخطباء المساجد على التحذير والتنبيه في قضايا وطنية ومجتمعية، وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الشؤون الإسلامية، فإن الوزارة تعمل على توجيه الخطباء في المنابر وأسلوب خطابهم، عبر الحث على تناول مواضيع ذات أهمية دينية واجتماعية وإعلامية، مبيناً أن من بين التوجيهات ما يتعلق بالترابط الأسري، ونبذ العنف في عام 1427ه، تزامناً مع ظهور قضايا العنف بشكل واسع في وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك بعد إنشاء هيئة وجمعية حقوق الإنسان، وغيرها من المواضيع الأخرى. وتنوعت التعاميم ال26 في مطالبة الأئمة والخطباء بالحديث عن مواضيع محددة، وبشكل مباشر، مثل المطالبة بتخصيص جزء من الخطبة للحديث عن فعاليات الأسبوع التوعوي الثالث لرعاية السجناء وأسرهم، والتطرق للحملة الوطنية للتوعية والترشيد في استخدام المياه، والحديث عن مخاطر المخالفات المرورية على المجتمع. وتطرّقت تعاميم الوزارة إلى الجانب الاجتماعي، إذ حثّت الوزارة خطبائها على التطرق لما تقع فيه النساء مما اعتبرتها مخالفات شرعية مثل «النمص» وغيرها، كما طالبت الوزارة بالتطرق لموضوع المحافظة على السلامة البشرية والمقدرات الاقتصادية، إضافة إلى التذكير بأهمية الصلاة ومكانتها، والحديث عن آفة المخدرات. وطالبت الوزارة في محرم عام 1428ه بتوثيق المحاضرات واللقاءات على أشرطة «كاسيت وفيديو»، خصوصاً التي يقدّمها كبار العلماء أو طلبة العلم المعروفون، أو اللقاءات التي يتم عقدها عن الأحداث الجارية والفتن مع بيان المنهج الشرعي فيها. وأوصت تعاميم الوزارة الأئمة والخطباء بمتابعة المساجد التي تقع في الاستراحات ومحطات البنزين، والإبلاغ عن أي نقص في الصيانة والنظافة، وتأمين وسائل ترشيد المياه في المساجد عموماً، وتهيئتها في شهر رمضان، والحد والمنع من الملصقات الفوضوية والعشوائية داخل المسجد. يذكر أن أول تعميم صدر كان من الوكيل السابق الدكتور عبدالله الطيار، تلاه تعميمان لخلفه عبدالله الشبانة، فيما صدرت بقية التعاميم عبر وكيل الوزارة الحالي الدكتور توفيق السديري الذي كشف أخيراً عن تحقيق الوزارة مع 17 خطيباً تجاهلوا التوجيهات، وتحدثوا عن «المؤامرة الإرهابية التي نفّذها إرهابيون في محافظة شرورة منذ أسبوعين». وحاولت «الحياة» التواصل مع الدكتور توفيق السديري للاستفسار عن أحدث تعاميم الوزارة الموجّهة إلى الأئمة ومحتواها، إلا أنها لم تجد الرد. وفي سياق مختلف، توقفت الوزارة عن نشر «خطبة الأسبوع» في موقعها الإلكتروني في منتصف شهر رمضان الماضي، وكانت لمفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، ونشرت الوزارة 127 خطبة بدءاً من عام 1431ه جاءت معظمها من مساجد منطقة الرياض، تلاها خُطب الحرمين الشريفين، ثم خطب مساجد في منطقة القصيم ومنطقة مكةالمكرمة والمنطقة الشرقية، لتتبعها بقية المناطق الأخرى. وتكررت في خطبة الأسبوع مواضيع عدة عن المظاهرات والفتن، منها خطبة «باعة الفتن» في ذو القعدة 1433ه للخطيب عبدالعزيز الصويتي حذّر فيها من وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمها ببيع الفتن ونشر الكذب وترويج الباطل، وقال: «كثير ممن يكتب في الوسائل يكذب ويلبّس على الناس، وربما يتعمد المخالفة ليرى كثرة المخالفين له».