حصر بعض خطباء وأئمة مساجد الانتقادات التي يتعرض لها الخطباء بين حين وآخر في اتهامات بعض الكتّاب الذين لهم مواقف شخصية ضد خطباء المساجد، معتبرين أن بعض أفراد المجتمع يبنون انتقاداتهم على «مواقف شخصية» ممن لا يتوافق فكرهم مع فكر الخطيب المنتقد. غير أنهم أكدوا خلال حديثهم ل«الحياة» أن تلك الانتقادات قليلة ولا تصل لدرجة يمكن أن نطلق عليها «ظاهرة». وأشار بعضهم إلى أن معاناة الخطيب تتمثل في ضعف المرود المالي الذي يتقاضاه من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إضافة إلى تقصير الوزارة في عقد لقاءات وندوات للخطباء في دراسة فن الخطابة. ومن وجهة نظر الإمام والخطيب سلطان العمري فإن «انتقاد الأئمة في المجتمع المحلي قليل، ولم يصل ليصبح ظاهرة كبيرة تجب دراستها ومعالجتها» ، مشيراً إلى أن معظم الانتقادات الموجهة لأئمة المساجد يرجع إلى كون بعض الأشخاص المصلين على اختلاف مع أفكار بعض الأئمة في مواضيع الخطب التي تلقى بعد بعض الصلوات أو خطب الجمعة. وشدّد على ضرورة التواصل بين الخطيب وإدارة الأوقاف في المدن والمحافظات، «التنسيق مستحسن، ومن المفترض أن تعقد المنتديات لمناقشة هموم الخطيب أو الإمام، فضلاً عن التواصل من خلال وسائل الاتصال الحديثة، حتى نخرج سوياً بنتائج ماذا تريد الوزارة من الخطيب أو ماذا يريد الخطيب من الوزارة». وأكد العمري أن أبرز مطالب الخطيب أو إمام المسجد تجاه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية «تنحصر في ضعف المردود المالي ولا تفي بحاجاته اليومية، إضافة إلى إقامة الدورات التثقيفية في فن الخطابة. وأضاف: «يجب أن تضع الوزارة في أجندتها فكرة تدوير الخطباء ووضع جدول أسبوعي بتنقل الخطيب من جامع إلى آخر». وأوضح أن الوزارة لا تجبر إمام المسجد على تحديد مواضيع معينة حتى تلقى في خطب يوم الجمعة، «فالخطيب يملك جميع الصلاحيات باختيار المواضيع وإلقائها على جموع المصلين يوم الجمعة». وطالب جميع الأئمة باختيار المواضيع القريبة من هموم المجتمع ومناقشتها أفضل من طرح المواضيع البعيدة من الواقع اليومي. من جهته، لا يعتقد خطيب وإمام أحد المساجد في جدة سعد الغامدي وجود هجمة شرسة موجهة ضد خطباء المساجد، مشيراً إلى أنهم «يحظون بالرضا التام من المسؤولين في هذا البلد وعامة الشعب». وقال: «إن كان هناك من يتعرضون للخطباء فهم قلة من الكتّاب الصحافيين الذين لديهم مواقف خاصة وشخصية من بعض الخطباء ويحاولون تعميمها على الجميع». وأشار إلى أن جميع أطراف المجتمع من مسؤولين ومواطنين يقدرون ويحترمون المنبر في المسجد ومن يقف عليه، وإن وجدت الملاحظات على الخطيب أو الإمام فيجب تقديمها بكل أدب واحترام. وعن علاقتهم كأئمة وتواصلهم مع وزارة الشؤون الإسلامية، أوضح الغامدي أن هناك لقاءات تعقد بين الفينة والأخرى في المناطق مع وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ والتقائه مع الأئمة والخطباء. ولفت إلى أن جميع الخطباء يجدون من الوزارة «كل تجاوب وتعاون»، مضيفاً: «لا يوجد ما يعكر صفو العلاقة فيما بينهم، إضافة إلى أن الوزارة تجد تجاوباً كبيراً من الخطباء في تنفيذ تعليماتها وتوجيهاتها».