بيروت، رويترز، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد ينهي 11 شهراً من الإحتجاجات ضد حكمه. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إن سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار." وقالت سانا إن الاسد "شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها فى مجلس الأمن الدولى وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلاً من التصعيد وسياسة الإملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس والتى لا تأخذ بعين الإعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات فى البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجى." وأكد الاسد "تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين." وقال الاسد "إن سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التى أقرت في الثانى من تشرين الثاني (نوفمبر) للعام الماضى وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة." وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وميخائيل فرادكوف رئيس المخابرات الخارجية وصلا الى دمشق للإجتماع مع الأسد في زيارة مدتها 24 ساعة في إطار سعي موسكو "لعودة سريعة للإستقرار في سوريا على أساس التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية التي حان وقتها." وتجيء زيارة لافرورف لدمشق بعد أن إستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان سيدعم خطة عربية تطالب الأسد بنقل السلطة الى نائبه وبدء مرحلة انتقالية سياسية. كما حذت الصين حذو موسكو. وذكرت وكالة "أنترفاكس" الروسية للأنباء أن لافروف قال إن الرئيس الأسد أكد له إنه "ملتزم تماماً" بالسعي لإنهاء العنف من جميع الأطراف في البلاد. ونقلت الوكالة عن لافروف قوله إن الأسد أبدى إهتماماً بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أعضائها وذلك بعد ما وصفه "بالإجتماعات المفيدة للغاية مع القيادة" في سوريا. وأضافت نقلاً عن لافروف "سوريا تبلغ الجامعة العربية بإهتمامها بمواصلة عمل بعثة الجامعة العربية وزيادتها من حيث العدد." ونقلت وكالة سانا عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع الاسد "أجريت مقابلة مهمة جداً مع قيادة الجمهورية العربية السورية وقبل كل شيء مع الرئيس الأسد و(نائب الرئيس فاروق) الشرع و(وزير الخارجية وليد) المعلم وأكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في " 2-11-2011. ونقلت عن لافروف قوله "إن الرئيس الأسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره". ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن وزير الخارجية الروسي قوله إن الرئيس السوري سيحدد قريبا موعدا لاجراء استفتاء على الدستور الجديد. ونقلت عن لافروف قوله "أبلغني الرئيس الأسد أنه سيجتمع خلال الأيام المقبلة مع اللجنة التي أعدت مسودة الدستور الجديد." واستطرد "انتهى العمل وسيعلن الآن موعد لاجراء استفتاء على هذه الوثيقة الهامة في سوريا." وقال لافروف "نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للأزمة السورية وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لآخر لا توافق حتى الآن على المشاركة في الحوار الوطني العام ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها." أضاف "ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج إلى السلام وسوريا تحتاج إلى السلام وكل القوى الخارجية لابد أن تساعد على الحوار الوطني والوصول الى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية."