موسكو، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - دانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بروناي قوله: «نود أن نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة». وقال لافروف: «لو كنت مكانهم لكنت أؤيد زيادة عدد المراقبين». وتابع: «إننا مندهشون أنه بعد اتخاذ قرار بتمديد بعثة المراقبين لشهر آخر قامت بعض الدول بالأخص بلدان الخليج باستدعاء مراقبيها من البعثة». وعلقت الجامعة العربية عمل بعثة مراقبيها السبت مع ارتفاع قتلى الحملة على التظاهرات المعادية للنظام حيث وصلت حصيلة القتلى خلال أربعة أيام إلى 210 قتلى. وقال لافروف إنه لا يدعم البلدان الغربية التي قالت إن «البعثة لا طائل منها وإنه من المستحيل إجراء حوار»، مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «أعتقد أن هذه تصريحات غير مسؤولة إطلاقاً، إذ أن السعي لإجهاض فرصة لتهدئة الوضع أمر لا يغتفر». وقال لافروف إن روسيا تريد قراءة تقرير المراقبين العرب قبل زيارة يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر لمجلس الأمن غداً حيث سيطالبان بتحرك على صعيد الأممالمتحدة. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن لافروف قوله: «بالطبع سنستمع لهم، غير أننا أوضحنا أنه يتعين علينا الاطلاع على التقرير بأنفسنا الذي يتم التقدم بالمبادرة على أساسه». من ناحيتها، اعتبرت دمشق أن اعتراض موسكو على مشروع القرار العربي-الغربي حول سورية في مجلس الأمن نقل الجدل في نيويورك إلى «مرحلة متقدمة» تتناول دور مجلس الأمن في القضايا الدولية. وبثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «الاعتراض الروسي على صيغة مشروع القرار نقل الجدل الدائر في مجلس الأمن إلى مرحلة متقدمة تطرح من جهة الأسئلة حول دور المجلس في القضايا الدولية تبعده عن محاولات الغرب لتكريسه كسلطة تتجاوز في صلاحياتها سيادة الدول الوطنية وتملي عليها الاوامر وتضع حدا للرهانات المشككة بتغيير موقف روسيا تجاه سورية من جهة أخرى». وقالت انه بوصف المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين مشروع بأنه «خطوة خاطئة وإجراء مدمر بالنسبة لسورية يهدف لفرض نتيجة مسبقة للحوار السياسي الذي لم يبدأ بعد، يتضح أن روسيا تجاوزت مناقشة مشروع القرار الى الغايات التي يريد الوصول اليها وطرح الاسئلة حول دور المجلس تاركة الباب مفتوحا للحوار للوصول الى اجماع دولي يأخذ بعين الاعتبار جميع عناصر الأزمة». وتابعت أن «نجاح روسيا في فرض رؤيتها وإبعاد خطر التدخل الغربي في شؤون الدول ذات السيادة سيشكل نموذجا جديدا لم يألفه العمل الدولي منذ سنوات يعطي للنقاش حول اعادة النظر في اسلوب عمل مجلس الأمن دفعا جديدا تفرضه التحولات الكبرى في موازين القوى الدولية سياسيا واقتصاديا».