قال الرئيس السوري بشار الأسد ، الثلاثاء 7 فبراير 2012 ، ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد ينهي 11 شهرا من الاحتجاجات ضد حكمه. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار." وقالت سانا ان الاسد "شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها فى مجلس الامن الدولى وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس والتى لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الاصلاحات فى البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجى." وأكد الاسد "تصميم سوريا على انجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين." وقال الاسد "ان سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التى أقرت في الثانى من شهر (نوفمبر) تشرين الثاني للعام الماضى وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة." وذكرت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف وميخائيل فرادكوف رئيس المخابرات الخارجية وصلا الى دمشق للاجتماع مع الاسد في زيارة مدتها 24 ساعة في اطار سعي موسكو "لعودة سريعة للاستقرار في سوريا على أساس التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية التي حان وقتها." وتجيء زيارة لافرورف لدمشق بعد ان استخدمت موسكو يوم السبت حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة كان سيدعم خطة عربية تطالب الاسد بنقل السلطة الى نائبه وبدء مرحلة انتقالية سياسية. كما حذت الصين حذو موسكو. وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء أن لافروف قال ان الرئيس الاسد أكد له انه "ملتزم تماما" بالسعي لانهاء العنف من جميع الاطراف في البلاد. ونقلت الوكالة عن لافروف قوله ان الاسد أبدى اهتماما بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أعضائها وذلك بعد ما وصفه "بالاجتماعات المفيدة للغاية مع القيادة" في سوريا. وأضافت نقلا عن لافروف "سوريا تبلغ الجامعة العربية باهتمامها بمواصلة عمل بعثة الجامعة العربية وزيادتها من حيث العدد." ونقلت وكالة سانا عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع الاسد "أجريت مقابلة مهمة جداً مع قيادة الجمهورية العربية السورية وقبل كل شيء مع الرئيس الاسد و (نائب الرئيس فاروق) الشرع و (وزير الخارجية وليد) المعلم وأكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الازمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في " 2-11-2011. ونقلت عن لافروف قوله "ان الرئيس الاسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره". ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن وزير الخارجية الروسي قوله ان الرئيس السوري سيحدد قريبا موعدا لاجراء استفتاء على الدستور الجديد. ونقلت عن لافروف قوله "أبلغني الرئيس الاسد أنه سيجتمع خلال الايام المقبلة مع اللجنة التي أعدت مسودة الدستور الجديد." واستطرد "انتهى العمل وسيعلن الان موعد لاجراء استفتاء على هذه الوثيقة الهامة في سوريا." وقال لافروف "نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية الى ايجاد حل وتسوية للازمة السورية وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لاخر لا توافق حتى الان على المشاركة في الحوار الوطني العام ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها." أضاف "ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج الى السلام وسوريا تحتاج الى السلام وكل القوى الخارجية لابد أن تساعد على الحوار الوطني والوصول الى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية.