البصرة - ا ف ب - استؤنفت الملاحة التجارية في شط العرب، بعد توقف دام اكثر من ثلاثة عقود بسبب الحرب الايرانية العراقية، وقد نُقلت المعدات الصلبة الى حقل "مجنون" النفطي، بعد الإفتتاح الرسمي للمرفأ في البصرة. وقام مسؤولون عراقيون وممثلون عن شركة "شل" البريطانية المكلفة تطوير الحقل النفطي يتوسطهم مهندسون عراقيون وبريطانيون بقص شريط التدشين عند المرفأ الواقع في منطقة النشوة على بعد حوالي 70 كيلومتراً شمال البصرة. وقال المدير العام لمشروع "مجنون" في شركة "شل" "اولي ميكلستاد" إنها "المرة الاولى التي يفتتح فيها مرفأ لاستقبال السفن من حول العالم عبر هذا الممر النهري منذ 31 عاماً، وهي المرة الاولى منذ عقود التي يفتتح فيها خط للنقل التجاري في هذا الممر، على أمل ألا تعود السفن التي ستزور هذا المرفأ فارغة، بل محملة بالبضائع". وفيما اكد انه لن يتم في المستقبل نقل أي شحنات من النفط عبر هذا المرفأ الذي يبلغ طوله بين 20 و30 مترا، أوضح أن هناك إمكانية "لتصدير التمر العراقي من هذا المرسى كما كان يحدث في هذه المنطقة خلال فترة السبعينات". من جهته قال رئيس لجنة الادارة المشتركة لتطوير حقل مجنون النفطي مهدي بادع حسين أن "شط العرب يعود اليوم من جديد بعد اغلاق لمدة 31 عاماً، وهذه المرة الاولى التي ينجح فيها العراق في تثبيت شط العرب كممر ملاحي". ويفتتح مرسى السفن هذا خطاً للنقل في شط العرب بعد توقف الملاحة فيه مع إندلاع الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) التي كان النزاع على هذا الممر نفسه أحد أبرز أسبابها. وشط العرب ممر نهري ينبع من التقاء نهري دجلة والفرات عند المدخل الشمالي لمدينة البصرة جنوب العراق، ويبلغ طوله حوالى 200 كلم ويصب في الخليج العربي. والمرفأ يتسع لسفينة صغيرة واحدة، لأن عمق المياه في هذا الممر تتراوح بين أربعة وسبعة امتار.