تلقت أسر المعلمات المتوفيات في حريق مدرسة براعم الوطن خبر تكريم خادم الحرمين الشريفين لهن بمنحهن وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومنح أسرة كل شهيدة مليون ريال، بدموع الفرح وصادق الدعوات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث سجلت (الرياض) تلك اللحظات بزيارة ميدانية لأهل الفقيدات وقد كانت تختلط نبرات الفرح والحزن في أصواتهم وكانت ألسنتهم تلهج بأصدق الدعوات الصادرة من أعماق قلوبهم لملك غمرهم بكرمه ورعايته بعد أن لامست يداه الكريمتان جراحهم وكفكفتا دموعهم في عمل إنساني ليس بمستغرب من ملك الإنسانية. حيث يقول والد الشهيدة ريم النهاري: أشكر والدي خادم الحرمين الشريفين شكرا لاحدود له فقد ضمدت يداه الكريمتان جراحنا وأسأل الله عز وجل أن يجعل كل ما قدم في ميزان حسناته كما أسأله جل وعلا أن يمد في عمره ويجعله دائما ذخرا وعزوة لنا وان لايريه مكروها ذلك الملك النادر في الوجود ملك يتصف بكل صفات العظماء ويتحلى بكامل إنسانيته فهو لنا حاكم وقائد وأب وقدوة وصديق في وقت الضيق. وأضاف إن وقفة خادم الحرمين الشريفين معنا في مصيبتنا أنستنا هول المصيبة. وبالنسبة لابنتي الشهيدة والشجاعة ريم فسوف أخصص جزءا من مكرمة الملك للتبرع لها بصدقات جارية حيث سيبنى لها به مسجدا في أرض الحرمين. مؤكدا أن مبلغ الدية (100) ألف ريال الذي تسلمه في أيام العزاء قد صرفه في بناء مسجد باسم ريم في (مدغشقر). وأضاف إنني لن أنسى ابنتي التي رفعت رأسي بين الناس وسأظل ادعو لها وأتصدق عنها طوال عمري وأسال الله أن يسكنها فسيح الجنات على ماقدمت من تضحية لإنقاذ طالباتها الصغيرات. شقيق المعلمة ريم النهاري. ويقول محمد باجنيد زوج المعلمة غدير كتوعة: تلقينا خبر المكرمة من نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز حيث اتصلت بنا ليلة الأربعاء وبشرتنا بالمكرمة وقالت بعد نصف ساعة ستعلن المكرمة في حفل التميز وحقيقة قد بكينا بكاء شديدا عندما تلقينا الخبر حيث امتزجت في عيوننا دموع الحزن والفرح فقد فرحنا بهذه المكرمة وحزنّا على أن الإنسانة التي تسببت في هذه الفرحة ليست موجودة بيننا. ثم استمرينا نلهج بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بأن يطيل الله عمره. وأضاف باجنيد أشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الملك الحنون الذي لم يكن يوما بعيدا عن أبنائه وشعبه وأسأل الله أن يمده بالصحة والعافية وأن يجزيه عنا خير الجزاء. ثم بكى قليلا وقال إن ابنته الصغيرة في آخر احتفال باليوم الوطني كانت تردد (بابا عبدالله..أملنا بعد الله) ولم تحفظ من الأنشودة سوى هذا البيت وياسبحان الله أصابتنا مصيبة موت غدير ووبالفعل كان خادم الحرمين الشريفين أملنا بعد الله. الجدير بالذكر أن المعلمة ريم النهاري (25) سنة قد ضربت أروع الامثلة في الشجاعة والتضحية بعد ان ضحت بحياتها لإنقاذ طالباتها من وسط حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية. شقيق المعلمة غدير كتوعة يتحدث ل «الرياض». حيث قال شهود عيان من الطالبات والمعلمات رن ريم أصرت على إنقاذ كل طالباتها بإلقائهن من شباك الفصل ليتلقفهن الرجال بفناء المدرسة وعندما انتهت من إنقاذ آخر طالبة رمت بنفسها من نفس الشباك ولكنها لم تجد من يتلقفها مثل طالباتها فسقطت على رأسها ميتة في فناء المدرسة. وغدير كتوعة معلمة رياضيات ووكيلة بمدرسة براعم الوطن في بداية سماعها خبر الحريق قامت بأخذ ابنتها وأودعتها بمكتب مديرة المدرسة وطلبت من ابنتها عدم التحرك حتى تعود إليها وانطلقت مهرولة بين الفصول لتنقذ ما يمكن إنقاذه من الطالبات في الطابق الأرضي ثم صعدت إلى الطابق الثاني استجابة لنداءات الاستغاثة التي ترددها الطالبات المحتجزات بالطابق العلوي لتشارك بكل بطولة في عمليات إخلاء الطالبات ولكي تخفف من نوبة الهلع والذعر التي انتابت الجميع وقد شاهدتها طالباتها وهي توجه الجميع إلى الأماكن الآمنة التي لم تصلها النيران ومن شدة اهتمامها بإنقاذ أرواح الطالبات وخوفها الشديد عليهن نسيت نفسها حتى امتلأت رئتاها بمادة الكربون القاتل فسقطت ميتة رحمهن الله رحمة واسعة. شقيق ووالد المعلمة ريم النهاري أسرة ريم النهاري يتحدثون للزميل الزهراني. زوج المعلمة غدير كتوعه متوسطا بناته ويتحدث للزميل الزهراني.