تشهد مدينة النعيرية نمواً سريعاً، فبعد أن كان عدد أحيائها السكنية لا يتجاوز الثلاثة قبل 10 سنوات، أصبحت اليوم سبعة، خمسة منها مشغولة بالسكان، و الآخران يشهدان حركة بناء متسارعة، ساهمت فيها قروض صندوق التنمية العقاري. ويقدر عدد سكان المحافظة بنحو 52 ألف نسمة، بحسب الإحصاء الذي أجري قبل نحو عامين، 84 في المئة منهم سعوديين. وتعود نشأة المدينة إلى خمسينيات القرن الميلادي الماضي، حين قامت شركة «أرامكو» بإنشاء محطة ضخ لخط «التابلاين»، إذ بدأ تجمع الناس حول هذه المحطة، طلباً للخدمات التي تقدمها الشركة حينها، مثل آبار المياه، والمستشفى. وتكونت المدينة وسميت «النعيرية»، نسبة للجبال القريبة منها، التي تُسمى بهذا الاسم. وتحتل النعيرية موقعاً استراتيجياً، على تقاطع أربعة طرق دولية، منها الرياض – الكويت، والشمال الدولي، الذي يربط دول الخليج في بلاد الشام. وتبلغ مساحتها الإجمالية 25 كيلومتراً مربعاً. وكانت محافظة النعيرية قبل 15 عاماً غير معروفة لدى الكثير من المواطنين في شتى أنحاء المملكة، فضلاً عن دول الخليج. و أسهم إنشاء المخيم الربيعي، وجائزة المملكة لسباق الصقور، وميدان الملك فهد لسباق الهجن، في ظهورها إعلامياً. حتى أصبحت مقصداً للسياح في فصل الربيع، سواءً من مناطق المملكة أو من دول الخليج. وتسمى اليوم «عروس الربيع» لكثرة زوارها، لتميزها بالمخيم الربيعي، وكذلك لاشتهارها بوجود سوق الخميس الشعبي، الذي يتوافر فيه معظم الحاجات التراثية القديمة. وتقع النعيرية بجوار حقل السفانية، وهو أكبر حقل زيت مغمور في العالم، وأيضاً مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، وهي تحت الإنشاء حالياً. وستقام فيها مصانع كبيرة للالومنيوم والأسمدة وغيرها. وتبعد 65 كيلومتراً عن النعيرية. كما يمر بالقرب منها القطار الناقل للمعادن، من شمال المملكة، وهو أيضاً قيد الإنشاء حالياً.