رداً على مقال الكاتب خالد الباتلي المنشور في صحيفة «الحياة» يوم الثلثاء 3-1-2012، تحت عنوان «حب الهلال خير الرياضة»: أتغاضى عن تملق أو جهل أو غرور أجدها في مقال وأعرف أن هناك ظروفاً، يمر بها أحياناً كاتب هذه الكلمات، تسير بالكاتب لتجاوز حدود اللياقة، لكن عندما تجتمع هذه العناصر الثلاثة في مقال واحد قصير، استنتج أن هناك لعباً ولهواً ورقصاً يدور في بهو الذوق العام ومن حقي أن أتساءل عن المتسبب، من حقي كقارئ أن أحاسب جميع من تسبب في إيذائي وأبدأ من الكاتب حتى أصل إلى رئيس التحرير. هذه مقدمة أرد فيها على مقال للزميل خالد الباتلي في «الحياة» الذي نشر في يوم الثالث من كانون الثاني (يناير) 2012 من مديح لفريقه المفضل الهلال تجاوز فيه كل حدود الذوق المتعارف عليه، وحتى لا يتهمني أحد بأنني أصادر حق الآخرين في ميولهم، فأعلنها على الملأ بأنني اتفاقي المولد والهوى واللون، فدمي لونه أحمر وعروقي خضراء، ولن يجف دمي ويتغير لون عروقي إلا بعد أن يأخذني العزيز القدير إلى قربه بإذن الله، الانتماء والفخر حق كل مشجع أياً كان؛ مسؤول أو كاتب أو مشجع! لن أتطرق لصفات الكاتب الشخصية فربما يكون شخصاً جيداً وخانه التعبير في لحظة نشوة! ولن أحمّله الصفات التي ذكرتها سابقاً رغم شعوري بالاستياء وهو يقول «إن الهلال بكرمه وأريحيته لم ينسَ جماهير الأندية الأخرى فيسعى لمنحهم باقات فرح عندما يسمح لأنديتهم بالتعادل معه في آخر المباراة ليخرجوا وهم أبطال.. كيف لا وقد سرقوا نقطة من زعيم الأرض»، أظن لو أن هناك مسابقة لأكثر الجمل «تملقاً» – كما في بعض الصحف الأميركية - لما خرجت الجائزة عن هذه الجملة. الطامة عندما غرف من بئر الجهل وقال «أظن أن الجهود التي تقوم بها بعض السفارات السعودية في الخارج لا توازي أو تضاهي ما يقدمه الهلال إقليمياً وعالمياً» هذه الجملة تمثل تعدياً صارخاً. نأتي إلى الانتقاص من الآخرين في جملة استخدم فيها ماكينة عصائر جديدة وقدم لنا عصيراً عنصرياً عسر الهضم وهو يقول «ولا أظن أن هناك شخصاً فاعلاً وذا قيمة في المجتمع إلا ونجد في سيرته أنه محب للهلال من قريب أو من بعيد. ويصرّ البعض الآخر على أن يشترط في زوج ابنته أن يكون هلالياً ليضمن حياة رغيدة لابنته مستدامة»، ربما يتوجب على كتّاب العدل أن يضعوا هذا من ضمن شروط الزواج، وأقول ربما أنصح الآباء أن يجبروا أولادهم على تشجيع الهلال لضمان زواجهم وتقليل عدد غير المتزوجات في بلادنا فلسنا بحاجة لابتكار أسباب جديدة لزيادتها! أما جملتاه الأخيرتان فهما يجعلاني أتوقف عن قراءة الصحف، وربما عن الكتابة نهائياً وهو يقول «تخيل رياضتنا من دون الهلال. لا بد أنك حينها ستعرف أنك ما عدت في الدنيا وسكنت قبراً لا حياة فيه. الهلال بيننا، فلنتنافس في حبه ودلاله لنقطف الحسنات تلو الحسنات» ردي هو اللهم زدني من حسنات جنتك وثبت العقل والدين على بعضنا! ما الذي شجع الزميل الباتلي على نشر هذه الأفكار المليئة بكميات هائلة من التملق والجهل والغرور؟ إن كنت جديداً على الساحة الرياضية السعودية فاسمح لي عزيزي القارئ أن أقول هذا نتاج تاريخ طويل من إرهاب صحافي أساء للهلال أولاً ولصدقية بعض الصحف ثانياً قبل الإساءة للفرق الأخرى، إرهاب صحافي خلق لفريق الهلال أعداء كثراً، عندما أعود لأربعة عقود إلى الوراء أجد شيئاً شبيهاً كان ينشر، قبل انتشار القنوات الأرضية ناهيك عن الفضائية كانت تذاع المباريات في اليوم التالي، كنت أحضر مباريات الهلال مع الاتفاق ولم تكن هناك قنوات تبث المباريات على الهواء حتى يستطيع من لم يحضر المباراة أن يكون شاهداً على أحداثها، استغل هذا الأمر نسبة كبيرة من محبي الهلال والمتعاونين مع صحف معروفة، كانت هذه الصحف في اليوم التالي تكتب عن مباراة لم نشاهدها، كلها مديح في فريقهم وكمية تضليل – وأتمنى لو أقول كذباً - في تحليل المباراة، قلب هائل لوقائع المباراة وكأن منافس فريقهم من بلد آخر لا يستحق الفوز أو التعادل، الغريب في الأمر أن الهلال لم يكن بحاجة لهذه الطبول والمزامير الصحافية المزعجة، فهو أقوى فريق سعودي وطرف منافس دائم لجميع البطولات ولا ينكر هذا الكلام إلا جاهل! أخيراً وليس آخراً، أهدي الزميل خالد الباتلي نسخة من كتابي الجديد وعنوانه «يا زيني ساكت» فربما يجد بين صفحاته ما يجعله يقرأ العنوان على نفسه قبل البدء في كتابة مقاله الجديد! [email protected]