يعد إقبال الشهر الفضيل وتزايد وفود المعتمرين وزوار الحرمين من خارج السعودية أو داخلها، موسم «الكدادين» الأفضل. بعض منهم يستعد قبل رمضان، فيقوم بصيانة مركبته والتأكد من سلامتها، ويتجه الآخر إلى شركات التأجير في حال لم تتوافر لديه مركبة. شركات التأجير هي الأخرى ترى رمضان موسماً مهماً لها، فغالباً لا تجد سعراً ثابتاً لها. يقول أحد «الكدادين» خالد الجهني ل«الحياة»: «شهر رمضان هو الموسم المفضل بالنسبة للكدادين، فعندما يقبل رمضان يتجه الكدادون من جميع مناطق المملكة إلى منطقة مكةالمكرمة التي تزدحم بالمعتمرين وزوار المسجد الحرام من داخل المملكة وخارجها، ليقوموا بنقل المعتمرين». وأضاف: «يكون تمركزنا إما في مطار الملك عبدالعزيز أو في مواقيت الحج والعمرة أو في أماكن حجز المركبات قبل دخولها الحرم، نظراً لكثرة الركاب في هذه الأماكن». وأوضح أن «الأسعار ليست ثابتة ومتفاوتة لأسباب كثيرة، منها نوع المركبة فهذا يمتلك سيارة جديدة لن يكون سعر ركوبها كمن يمتلك أخرى قديمة، وليس هناك نظام واضح يربطهم بتسعيرة موحدة». ويذكر أحد الكدادين ناصر القرشي عند اقتراب شهر رمضان «أذهب إلى شركات تأجير السيارات وأقوم باستئجار مركبة مدة معينة، لكي أعمل عليها في نقل الركاب من جدة إلى مكةالمكرمة أو إلى المدينةالمنورة». وأضاف: «من المشكلات التي تواجه الكدادين هي كمرات ساهر التي تعتبر رعباً حقيقياً بالنسبة لنا، فبلا شك أن قائد المركبة سيسهو ولو لوهلة، فيزيد سرعته وتكون المخالفة له بالمرصاد، مما يعكر عليه صفو ذلك اليوم، وكل هذه الظروف تجبرهم على رفع الأسعار. ومخافة الأنظمة الصارمة دائماً في حسبان كل «كداد» وتعد الهاجس الأكبر لنا جميعاً». ويبين أحمد القرشي أنه يجد مضايقة من المرور نظراً لمخالفة الأنظمة، «ولكن نحن نريد أن نقوت أسرنا، وليس أمامنا حل إلا أن نتحمل إجراءات المرور الصارمة». مضيفاً: «بفضل الله يكون دخلنا في رمضان أضعاف دخلنا في الأيام الأخرى، وذلك لكثرة المعتمرين وزائري المسجد الحرام والمسجد النبوي في شهر رمضان». ويرى خالد الحارثي (أحد الركاب) أن «الكدادين» أرخص، «كثيراً ما استخدمت التنقل معهم، وصراحة أسعارهم أقل بكثير من أصحاب سيارات الأجرة الرسميين على رغم ارتفاعها الملحوظ، ولعل هذا الأمر هو السبب الأبرز الذي يجعل التوجه إليهم يكون بشكل أكبر». وتابع: «على الجهات المختصة التشديد على أصحاب سيارات الأجرة، ومنعهم من التلاعب بالأسعار في المواسم والزيادة المبالغة فيها، فهذا الأمر سيحد من انتشار الكدادين المخالفين». ويذكر عمر فرواتي (أحد الركاب) أنه يفضل التنقل بواسطة الكدادين على سيارات الأجرة، نظراً لروحهم المرحة التي يتسم بها معظمهم، وقصصهم الشيقة التي تعبّر عن معاناة أحدهم أو تدل على خيال واسع يمتلكه آخر. وأضاف: «الكدادون هم أبناؤنا أو إخواننا ممن جبرتهم الظروف، فلم يجدوا غير هذا الطريق، وبدلاً من أن نعتبرهم مخالفين يجب أن نساعدهم ونقف معهم جنباً إلى جنب، ومحاولة إيجاد الطرق المناسبة لجعلهم نظاميين». ويقول: ثامر الزهراني (أحد الركاب): «في غالب تنقلاتي استخدم سيارات الأجرة، ولا أرافق الكدادين إلا نادراً، ويكمن السبب في إمكان محاسبة سائقي سيارات الأجرة في حال كانت الخدمة سيئة أو رأيت منه تصرفاً سيئاً، وأما «الكدادين» فهم مخالفين لأنظمة المرور ولا يمكن محاسبتهم، بل ربما يكون الراكب عرضة للجزاء». وزاد: «الأسعار مرتفعة نوعاً ما، وهذا من استغلال المواسم ولا يمكن لأحد أن يجبرهم على سعر معين لعدم وجود الرقابة اللازمة». من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي بمرور محافظة جدة العقيد زيد الحمزي أن هناك حملات مكثفة ومستمرة لضبط جميع المخالفات المرورية، ومنها مخالفات تحميل الركاب بسيارات خاصة، وغير مصرح لها بنقل الركاب ويستخدمها أصحابها كسيارات أجرة. وشدد الحمزي بأن هذا الفعل مخالف للأنظمة المرورية، وكل من يقوم بذلك يطبق النظام في حقه وهو حجز المركبة مدة 15 يوماً، وغرامة مالية قدرها 300 ريال كحد أدنى، وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة. ولفت الحمزي إلى أنهم يرسلون دوريات للمرور في موقف البلد وموقف كيلو 10 الذي يتميز بالتحرك على مكةالمكرمة فوراً.