لجأ عدد كبير من المرشحين في انتخابات مجلس الأمة الكويتي إلى الشعر في برامجهم الانتخابية، إذ دعوا شعراء سعوديين مشهورين للمشاركة في مقارهم لتحفيز الناخبين للوقوف معهم. وشارك شعراء سعوديون في انتخابات الكويت الحالية وقدموا قصائد مديح في مرشحين، ودعوا الناخبين إلى منح هؤلاء المرشحين أصواتهم، كونهم سيقدمون لهم الخدمات التي تنقصهم. ولعل مشاركة الشاعر السعودي سعود الحافي الأكثر انتشاراً من خلال الموقع الإلكتروني «يوتيوب»، وتحقيقها نسبة كبيرة من المشاهدة، لكن الحافي ظهر فيها منفعلاً، أثناء إلقائه قصيدة في مقر مرشح كويتي قبل أيام عدة، وتفاعل معها الحضور. وزادت وتيرة التفاعل لدى الحافي حتى اللحظات الأخيرة من قصيدته، يرمي عمامته وعقاله على الحاضرين، بهدف تحفيزهم على الوقوف مع المرشح الذي دعاه للحضور إلى الكويت. وقال الشاعر سعود الحافي: «وجهت لي الدعوة للمشاركة في مقر أحد المرشحين في الكويت، ولم أمانع الحضور، لأنها فرصة للقاء جمهور من نوع آخر، ما يعني أن المناسبة سياسية، ويكون حضورها من المهتمين بهذا المجال»، مشيراً إلى أن الحضور تفاعلوا مع قصيدته، ما دفعه إلى رمي عمامته وعقاله. ومنذ انطلاق الانتخابات الكويتية قبل أسابيع عدة، حتى بدأت الساحة الشعرية في الكويت تتجه إلى الجانب السياسي، وكتابة الأبيات الشعرية في المرشحين، وتوجيه الانتقاد لآخرين. وزادت خلال اليومين الماضيين كتابة القصائد السياسية من شعراء الكويت، بعد وقوع المشكلات الأخيرة، بسبب تلك الانتخابات، إذ ظهر شعراء مشهورون أمثال سعد علوش، وخالد المريخي بأبيات شعرية جديدة، لكنها هذه المرة تتناول الوضع الانتخابي في الكويت، وتنتقد المهاترات التي أطلقها عدد من المرشحين. وكان موقع التواصل الإلكتروني «تويتر» الساحة التي احتضنت جديد الشعراء الكويتيين والسعوديين عن الأوضاع السياسية في الكويت، إذ تحول إلى شعر طوال اليومين الماضيين من عدد من مستخدميه، لوصف انتخابات مجلس الأمة، بينما كتب شعراء أبيات حزن على الوضع الذي تمر به الكويت، بسبب الاعتداءات على مرشحين، وتبادل الاتهامات من عدد من النواب. يذكر أن عدداً من الشعراء في الخليج يغيبون عن الساحة الشعبية، وكتابة القصائد، لكنهم يظهرون فجأة أثناء الأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية، في دول مجلس التعاون، معللين خروجهم في تلك المواقف إلى أن قريحتهم الشعرية أجبرتهم على الكتابة من جديد.