تفاعل عدد كبير من الشعراء مع قضية اعتقال الشاعر القطري محمد بن الذيب، من خلال كتابة القصائد التي تنادي بإطلاقه، كونه لم يرتكب ما يوجب توقيفه، واعتبارهم الإجراء الذي اتخذ ضده إهانةً للشعر. شعراء الجيل الحالي أصبحوا أكثر جرأة من قبل، سواءً في إبداء آرائهم السياسية والاجتماعية، أو من خلال طلب «الشرهات» علناً والتفاخر بها، ما يدل على التناقض في الساحة الشعبية، وجعلها تفقد كثيراً من اتزانها السابق، الذي لا تظهر فيه قصائد الهجاء الجارح، ولا طلب المساعدة بطريقة التسول، وإنما يحضر فيها روعة النصوص، وقوة الشاعر في الحضور الإعلامي. معظم الشعراء الآن مثقفون، لكن ثقافتهم «عمياء»، لا تدلهم على الشعر المحترم من غيره، بدليل ظهورهم الضعيف في جميع المناسبات الرسمية. تحتاج الساحة الشعبية في الوقت الحالي إلى عقلاء يوقفون المهاترات والقصائد السوقية، التي تزيد يومياً، وتجد من يؤدها (قنوات شعبية)، ما أساء للشعر وأصحابه، حتى إنها دفعت شعراء مخضرمين إلى الابتعاد عن الساحة. محمد سعود [email protected]