أكدت تونس تمسكها بالعلاقات الاستراتيجية التي تربطها مع الاتحاد الأوروبي على رغم تغير النظام وتولي الإسلاميين قيادة الائتلاف الحاكم. وشدد رئيس الوزراء حمادي الجبالي (حزب النهضة) على «إدراكه وجود مصالح استراتيجية تربط بين تونس وبين أوروبا»، قائلاً إن «العلاقات القائمة ليست تحالفاً موقتاً مع أوروبا». وأكد الجبالي في اللقاءات التي جمعته أمس مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أن الشراكة مع أوروبا «خيارنا الاستراتيجي». وهو تحدث إلى عدد قليل من كبريات الصحف الأوروبية و «الحياة»، على هامش زيارته لبروكسيل وجهته الخارجية الأولى منذ توليه الحكم قبل خمسة أسابيع. والتقى الجبالي كلاً من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ومنسقة السياسة الخارجية كاثرين آشتون ورئيس المفوضية مانويل باروسو ورئيس الوزراء البلجيكي اليو دي ريبو. وأعربت آشتون عن ارتياحها للتطمينات التي نقلها الجبالي حول «استقرار تونس والمسار الشامل الذي بدأته وضمان حقوق المرأة». ووعدت بدعم التجربة الجارية «من أجل أن تكون تونس قصة نجاح». وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي سيدعم مشاريع الإصلاحات والإنماء «في المدى العاجل والمتوسط والبعيد» في تونس. وذكرت أن تونس تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في ارتفاع البطالة واتساع مساحة الفقر حيث يعيش نحو 400 ألف تونسي تحت مستوى الفقر. ولم تخف آشتون تقديرها للمعاناة التي رواها رئيس الوزراء، في اللقاء الثنائي، عن محنته في سجون النظام السابق. وأكد الجبالي أن الائتلاف الحاكم يقود البلاد «بروح الاعتدال» وانه يتوجب عليها إدارة «المعادلة الصعبة المتمثلة في التنمية والديموقراطية». وقال إن 200 ألف جامعي يعانون البطالة ويشكلون «كارثة إنسانية». وتسعى حكومة الجبالي إلى جمع بليون يورو لإطلاق مشاريع عاجلة في مجالات التدريب حتى تتمكن من تهدئة الوضع الاجتماعي في انتظار إطلاق المشاريع البنيوية. وقال الجبالي في اللقاء الصحافي المصغر مع آشتون إن المحادثات التي أجراها مع المسؤولين (الإسلاميين) الجدد في كل من ليبيا ومصر والمغرب خلقت «للمرة الأولى شعوراً بوجود رغبة لتجاوز العقبات والتقليل من انعكاسات مشكلة الصحراء الغربية ولأنْ تسلُك المنطقة أسلوباً عملياً يعتمد مبدأ: إذا غاب حل مشكلة الصحراء فيجب أن لا تكون عائقاً أمام بناء المغرب العربي». وحول المواجهة بين مسلحين في أرياف محافظة صفاقس، في جنوب شرقي تونس، أول من أمس الأربعاء، وأعمال التحرش وعنف بعض المجموعات السلفية التي تستهدف كليات جامعية ومثقفين وإعلاميين، قال رئيس الوزراء التونسي إن بلاده «ليست الصومال حيث كان الرد سريعاً البارحة (ليل الأربعاء - الخميس) من قبل قوات الجيش والمواطنين». وأضاف أن «المواجهة تفجرت على إثر محاولة سائق حافلة القبض على مسلح». وزاد الجبالي متحدثاً عن السلفيين: «هناك استنفار كبير في صفوف المجتمع المدني والشعب يرفض المغالاة والتطرف ولا يقبل العنف والإكراه تحت أي مسمى ولا يمكن أن يقبل بغير السلطة الشرعية». وشدد على أن «هذه الظواهر مرفوضة» وأن حكومته ترفض «الابتزاز باسم الإسلام من السلفيين أو البلشفيين». وفي تونس (أ ف ب)، أكد ناطق باسم وزارة الداخلية التونسية الخميس أن قوات الأمن قتلت عنصرين واعتقلت ثالثاً من مجموعة مسلحة كانت تطاردها منذ الأربعاء قرب صفاقس (جنوب). وأفادت إذاعة «موزاييك أف أم» أن الموقوف طالب في الواحدة والعشرين من العمر. ولجأت المجموعة المسلحة إلى غابة بئر علي بن خليفة قرب صفاقس بعد تبادل للنار الأربعاء مع قوات الأمن خلّف أربعة مصابين في صفوف قوات الأمن.