اورمتشي (الصين)، واشنطن - أ ب، رويترز، ا ف ب - قامت مجموعات من إتنية هان التي تشكل الغالبية في الصين، والأويغور، ابرز جالية مسلمة في إقليم شينغيانغ شمال غربي الصين، بضرب مواطنين في شوارع اورمتشي عاصمة الإقليم حيث فرضت السلطات حظر التجول، في محاولة لوقف الاضطرابات العرقية التي أسفرت منذ الأحد الماضي عن مقتل 156 شخصاً على الأقل واعتقال 1434 بينهم 55 امرأة. وتظاهرت نساء محجبات من الأويغور كن يبكين ويحملن بطاقات هوية أزواجهن أو أبنائهن الذين قلن انهم اعتقلوا بطريقة تعسفية، على خلفية أعمال الشغب التي وقعت الأحد في اورمتشي، فيما هاجم مسلمون اشخاصاً قرب محطة للسكة الحديد. في المقابل، نزل آلاف من اتنية هان الى شوارع اورمتشي، حاملين الهراوات والسكاكين والرفوش، وتعهدوا الانتقام من الاويغور و «الدفاع عن البلاد». وصاح بعضهم: «اقتلوهم» و «أبيدوا الاويغور»، لكن الشرطة أبعدتهم ملقية قنابل الغاز المسيل للدموع. وأوقفت قوات الأمن معركة بين مئات من الهان والاويغور الذين كانوا يتراشقون بالحجارة، فيما نزل زعيم الحزب الشيوعي في المدينة لي زهي إلى الشوارع لمناشدة المحتجين العودة إلى منازلهم. وقال: «قطعنا اتصالات الإنترنت في بعض مناطق اورمتشي، لمنع انتشار العنف إلى مناطق أخرى». وأعلن وانغ ليكوان سكرتير الحزب الشيوعي في شينغيانغ، حظر تجول بين التاسعة مساءً والثامنة صباحاً «لتجنب فوضى إضافية» في المدينة التي يقطنها مليونا نسمة. أما الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ فابدى «استغرابه ان ما يُسمى بجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، لم تبدِ أي تعاطف مع الضحايا بعدما شاهدت ما حصل. بدلاً من ذلك، انها توجه أصابع الاتهام للصين»، متهماً هذه الجمعيات ب «الانحياز». وقال: «قانوننا عادل، لن تتم معاقبة أي شخص صالح، لكن الأشرار لن يفلتوا من العقاب». واتهم كين زعيمة الاويغور المقيمة في المنفى في الولاياتالمتحدة ربيعة قدير، بتدبير أعمال العنف. وقال إنها «ارتكبت جرائم عرّضت الأمن القومي للخطر». وأشار إلى وجود أدلة تدينها. لكن قدير نفت هذه الاتهامات، ودعت «الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى إرسال فريق للتحقيق حول ما حصل فعلاً في شينغيانغ». في تايوان، قال ووئر كايتشي وهو من الاويغور وأحد المعارضين المعروفين: «منذ مدة طويلة والاويغور يتعرضون للتمييز والقمع في الصين، والأمر كبير لدرجة أننا شبه خاضعين للاستعمار من الصين». وفي جدة، انتقدت منظمة المؤتمر الإسلامي «الاستخدام غير المتكافئ للقوة» في الإقليم، ودعت الى «إجراء تحقيق ميداني نزيه حول هذه الأحداث الخطرة، وتقديم المسؤولين عنها الى العدالة». وتشكل أعمال العنف حرجاً للقيادة الصينية التي تستعد لاحياء الذكرى الستين لتولي الحزب الشيوعي الحكم في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وشينغيانغ منطقة شاسعة محاذية لآسيا الوسطى، وحوالى نصف عدد سكانها البالغ 20 مليوناً هم من الاويغور الذين يتكلمون التركية، فيما يشكل الهان الغالبية في مدينة أورمتشي. ويحتج الاويغور على تدفق الصينيين من اتنية الهان الى منطقتهم حيث يهيمنون على الحياة السياسية والثقافية.