دعا وزير الخارجية الألماني فرنك والتر شتاينماير كل الأطراف إلى «استغلال الفرصة المتوافرة في المنطقة للبدء بمحادثات مفيدة»، مهنئاً لبنان على «الانتخابات النيابية الاخيرة وكيفية إجرائها وهي إشارة مشجعة في عملنا». وكان شتاينماير وصل إلى بيروت بعد ظهر أمس آتياً من دمشق، وأجرى محادثات مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في لقاءات منفصلة. ففي بعبدا ناقش سليمان مع شتاينماير «العلاقات الثنائية والأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما ما يتصل بعميلة السلام والجهود الأوروبية عموماً والألمانية خصوصاً ففي هذا المجال وموقف لبنان من مختلف التطورات»، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. ووضع شتاينماير سليمان في أهداف جولته على بعض دول المنطقة، وتناول اللقاء تطور الأوضاع الداخلية في لبنان. وهنأ الوزير الألماني سليمان بإنجاز الانتخابات النيابية، منوهاً ب «التطور الذي حصل منذ زيارتي الأخيرة العام الفائت». وتطرق الحديث إلى حصيلة المشاورات الجارية لدفع عملية السلام في المنطقة إلى الأمام في ضوء المقاربة الجديدة التي تعتمدها الإدارة الأميركية الحالية. ودعا سليمان ألمانيا والمجتمع الدولي إلى «الضغط على إسرائيل للمباشرة بتنفيذ المبادرة العربية للسلام، ضمن المهل التي دعت إليها القمة العربية الأخيرة في الدوحة، والتي لقيت دعماً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية». قريطم ثم انتقل شتاينماير إلى قريطم حيث التقى الحريري في دارته، وناقش معه الأوضاع في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء قال شتاينماير: «أود أن أهنئ لبنان على الانتخابات وإجرائها وهذه اشارة مشجعة في عملنا». وأضاف: «بدأت عملية تشكيل الحكومة وبدأت المحادثات مع القوى السياسية الممثلة في البرلمان»، متمنياً للحريري «كل النجاح والتوفيق في تحقيق سياستكم الطموحة الرامية الى إصلاح الادارة والاقتصاد، وأن تجدوا الأعضاء المناسبين لحكومتكم». br / وأشار أيضاً الى محادثاته مع سليمان، موضحاً أنها «تناولت الأوضاع في لبنان، اذ لم نتحدث فقط عن الانتخابات ونتائجها بل تحدثنا أيضاً عن الحوار الوطني، وفي هذا المجال آمل ان عملكم ومحادثاتكم وحواركم يتقدم إلى الامام ويؤدي الى مزيد من النجاح». وأضاف: «عملنا أيضاً على تقدير الأوضاع الراهنة في المنطقة وزيارتي التي قادتني الى القدسودمشقوبيروت، وفي تقديرنا للأوضاع اتفقنا ايضاً على أن هناك مجالات وفرصاً جديدة ناتجة من مبادرة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ولا بد من استغلالها من قبل كل الاطراف للبدء في الحوار والمحادثات البناءة لنستفيد من الاوضاع قبل ان تنتهي هذه الفترة المتوافرة الآن من الامكانات والفرص». وجدد شتاينماير تمنيه للحريري ب «التوفيق والنجاح في عملكم الصعب وأتمنى لكم النجاح في قيادة هذه الحكومة».