نجا وزير الإعلام اليمني علي العمراني من الاغتيال عندما أطلق مجهولون النار على موكبه لدى خروجه من مبنى رئاسة الوزراء بعد انتهاء الاجتماع الأسبوعي للحكومة ظهر أمس، في حين قتل 11 مسلحاً على الأقل من تنظيم «القاعدة»، بينهم قياديون محليون، في غارتين شنتهما طائرات أميركية من دون طيار على موقع لهم في محافظة أبين الجنوبية. ففي حادثة هي الأولى من نوعها يتعرض لها وزير من المعارضة في حكومة الوفاق الوطني، فتح مسلحون مجهولون النار على موكب العمراني لكنه نجا من الإصابة. والوزير عضو في مجلس النواب استقال من كتلة حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم في آذار (مارس) الماضي وانضم إلى «ثورة التغيير السلمية». وكان العمراني أبلغ السلطات في مطلع كانون الثاني (يناير) المنصرم عن تلقيه تهديدات بالتصفية من مجهولين اتصلوا به هاتفياً من أرقام دولية. يذكر أن الوزير أجرى تغييرات كبيرة في أسلوب عمل وسائل الإعلام الرسمية منذ توليه حقيبة الإعلام في حكومة الوفاق الوطني، ركزت على التزام الحياد في تناول التطورات المحلية. من جهة ثانية، شنت طائرات أميركية من دون طيار منتصف ليل الاثنين - الثلثاء غارة على موقع يتمركز فيه عشرات المسلحين المتشددين من المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» وأنصاره في منطقة جبل الذيبة الواقعة بين مدينتي شقرة والوضيع بمديرية لودر في محافظة أبين، فقتلت 11 مسلحاً على الأقل وأصابت 4 آخرين بجروح، ولم تلبث الطائرات أن شنت بعد نحو ساعة غارة ثانية على الموقع نفسه. وتزامنت الغارتان الأميركيتان مع تنفيذ طائرات سلاح الجو اليمني طلعات عدة على علو منخفض في سماء المنطقة واختراقها حاجز الصوت، ما أثار الرعب بين السكان الذين لاحظوا في الأيام الأخيرة تحليقاً كثيفاً لطائرات التجسس الأميركية فوق لودر ومدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي لا تزال خاضعة لسيطرة مسلحي «القاعدة» و «أنصار الشريعة» منذ هاجموه في أواخر أيار (مايو) العام الماضي. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية في أبين أن الغارات جاءت بعد معلومات تناقلها سكان المنطقة عن احتمال وجود زعيم «القاعدة» ناصر الوحيشي (أبو بصير) في شقرة، وأنه يتخذ منها مركزاً لقيادة عمليات التنظيم في محافظات أبين والبيضاء وشبوة. وأضافت المعلومات أن الوحيشي يتنقل بين المحافظات الثلاث عبر طرق جبلية وعرة برفقة عدد من معاونيه وخصوصاً «مفتي التنظيم» السعودي إبراهيم سليمان حمد الربيش. وأوضحت المصادر أن المسلحين أغلقوا المنطقة تماماً بعد الغارتين، ما حجب المعلومات المؤكدة عن هويات القتلى، إلا أن ما تسرب أشار إلى أن بينهم القيادي عبد المنعم القحطاني المطلوب للولايات المتحدة والأجهزة الأمنية في اليمن بتهمة المشاركة في تفجير المدمرة الأميركية «كول» وناقلة النفط الفرنسية «ليمبور» قبل أكثر من عشر سنوات في عدن وحضرموت، بالإضافة إلى قياديين آخرين بينهم أحمد معيران وحسين الشبواني «أمير» التنظيم في شبوة، وقيادي آخر يدعى ابن السويدا، وأمين امزربة «أمير» منطقة أمعين في أبين، وفتحي معولة «أمير» التنظيم في الوضيع، والقيادي في لودر علي ناصر أمسودا وأديب النخعي «أمير» لودر. وفي السياق نفسه، قتلت وحدة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري ثلاثة مسلحين متشددين يعتقد أنهم ينتمون ل «القاعدة» عندما صدت هجوماً شنوه على نقطة دار النجد العسكرية عند مدخل مدينة رداع بمحافظة البيضاء (150 كلم جنوب شرقي صنعاء). وفي حين أكدت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الإلكتروني مقتل جندي وجرح 5 آخرين من عناصر النقطة، قالت إن قوات الحرس جرحت أربعة مسلحين إضافة إلى القتلى الثلاثة، وأحرقت آليتين استخدمهما المهاجمون. إلى ذلك، اختطف مسلحون قبليون في محافظة المحويت (غرب صنعاء) أربعة موظفين أجانب من «منظمة الإغاثة العالمية» وسائقين يمنيين اثنين، يعملون جميعاً في مديرية شبام كوكبان. وقال مصدر أمني إن الخاطفين يطالبون بالإفراج عن معتقل من أبناء قبيلتهم في السجن المركزي بصنعاء على خلفية قضية جنائية. والأربعة الأجانب هم ألماني وكولومبي وفلسطينية وعراقية. وقال مسؤول في محافظة المحويت إن قوة أمنية توجهت إلى المنطقة التي يحتجز فيها المسلحون الرهائن الستة لمحاولة الإفراج عنهم.