أطلقت جمعية حماية الأسرة في محافظة جدة أخيراً برنامجاً متخصصاً في توعية وتثقيف الأطفال وأسرهم على التعامل الصحيح مع حالات الإيذاء والتحرش الجنسي والعنف والطرق السليمة لحماية الأطفال من حالات الاعتداء. وجاء إطلاق البرنامج على خلفية عدد الحالات التي استقبلتها الجمعية بعد قضية «مغتصب القاصرات»، وما تبعها من آثار نفسية أخضعها المختصون النفسيون والاجتماعيون لبرنامج علاجي اجتماعي ونفسي لتجاوز آثار الاعتداء. ويشارك في البرنامج الذي سينطلق على ثلاث مراحل، التعليم، والإعلام، ومراكز التسوق، وعددٌ من المختصين في مجال تطوير الذات وحماية الأسرة من العنف الأسري، بدأت المرحلة الأولى منه في مدارس الحمراء الأهلية، التي ستكون بمثابة نقطة البداية لتعميم البرنامج على بقية مدارس البنات في محافظة جدة في حال نجاح البرنامج، وحقق أهدافه. وذكرت رئيسة جمعية حماية الأسرة سميرة الغامدي في حديثها إلى «الحياة» أن البرنامج الذي بدأت مرحلته الأولى في مدارس الحمراء ستتبعه المرحلة الثانية، وهي التثقيف من خلال المراكز التجارية للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع فيما ستخصص المرحلة الثالثة للإعلاميين، من خلال ورشة عمل في طريقة متابعة قضايا العنف وإبرازها بشكلٍ هادف وفعال للمجتمع. وأضافت: «إن البرنامج الذي أُطلق عليه شعار «مدرسة بلا عنف» ضمن مشروع «حنون» والذي تشرف عليه جمعية حماية الأسرة، يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الأطفال بالثقافة الحقوقية، ومساعدتهم في تكوين شخصياتهم، ومنح فرصٍ أكبر للأطفال للتعبير، والتحدث عن مخاوفهم وطموحاتهم»، مشيرةً الى أن البرنامج يسلط الضوء على إستراتيجيات مناهضة العنف الأسري والتثقيف والتوعية بدور الطالبة والأسرة وحقوق المرأة والطفل، ورفع مستوى الوعي بالمسؤولية الاجتماعية بدءاً من المراحل الدراسية. ويشارك في البرنامج - بحسب الغامدي- عددٌ من المختصين في مجال تطوير الذات وحماية الأسرة من العنف الأسري، من خلال سلسلة من الدورات التوعوية التي تستهدف طالبات المدارس، والتي تتمحور حول معرفة الذات والسلوك الاجتماعي، وحماية الأسرة مع تسليط الضوء على حقوقهن، وأدوارهن الاجتماعية والنفسية والقانونية، من خلال دمج الطالبات في حوارات وورش عمل تتمحور حول دورهن في الأسرة والعائلة والمجتمع، ودعم حقوق الطالبات، وتوسيع مداركهن وإشراك الطالبات في رواية القصة والتعبير، من خلال لوحات عن العنف، والأدوار الاجتماعية المطلوبة منهن.