لم تتوقع بثينة أحمد أن قرارها بالانفصال عن زوجها والهادف إلى الانتهاء من سلسلة المشكلات التي كانت بينهما هو البداية لسلسلة أخرى من المشكلات والصراعات لا نهاية لها، تتعلق بالأبناء ورغبة كل واحد منهما الاستحواذ عليهم. وقالت: «عشت ما يقارب 10 سنوات من زواجي في هدوء وسكينة مع زوجي ولم يعكر صفونا إلا عدم الإنجاب، إذ لم نرزق بأطفال طوال تلك المدة على رغم أن الأطباء جميعهم أكدوا لنا أننا سليمان». وتضيف: «شاء الله رزقنا بأول مولود لنا، ومع قدومه بدأت المشكلات الأسرية تدب في منزلنا، وأخذت تتفاقم يوماً بعد الآخر، خصوصاً وأن سببها الرئيس غيرة زوجي من اهتمامي بالطفل». وأشارت إلى أنها مع تفاقم تلك المشكلات قررت الانفصال من زوجها والاحتفاظ بالطفل معها على أن يزوره في نهاية كل أسبوع، وزادت: «لم تكن هنالك إشكالية في بداية الطلاق وعندما كان طفلي صغيراً في السن، ولكن مع بلوغ ابني سن الثامنة دخلت في صراعات جديدة مع زوجي حول ابني، ورغبته في الاستحواذ علية». واستطردت بالقول: «إن الصراعات بيني وبين نفسي على استحواذ تفكير ابننا جعل منه غير مبال، ومع مرور الوقت أصبح سلوك ابني غريباً فلم يعد الطفل الصغير الذي ربيته، إذ أصبح متأخراً في دراسته ويغضب ويذهب لوالده في حال وبخته أو وجهته». ولفتت إلى أن قرار الطلاق لم يكن نهاية للصراعات بل بدأت معه موجة كبيرة من الاختلافات والمشكلات التي لا حصر لها، مما دفعني للاستعانة بزوجي السابق للاتفاق على أسلوب سليم لتربية ابننا. وبثينة لم تكن الوحيدة التي تصادفها سلسلة من المشكلات المتعلقة بتربية الأبناء بعد الطلاق، فهند عبدالله واجهتها مشكلات عدة مع أبنائها بعد الطلاق، وقالت: «رفض أبنائي فكرة طلاقي من والدهم وهذا أسهم في تدهور حالهم النفسية، إذ أصبح الجميع يلومني على هذا القرار وفقدت السيطرة عليهم». وأضافت: «ظللت فترة طويلة من الزمن أحاول جاهدة توفير جو مناسب لأبنائي بعد الطلاق، ولكن بعد تفاقم مشكلاتهم قررت التفاهم مع زوجي للوصول إلى طريقة نستطيع من خلالها تربية أبنائنا بطريقة سليمة بعيدة عن التوتر والقلق اللذين يقعون فيهما نتيجة لمشكلاتنا الزوجية التي ليس لهم دخل فيها». وفي المقابل أكدت الاختصائية الاجتماعية اعتدال علي أن الطريقة المثلى لتربية الأبناء بشكل سليم هي إبعادهم عن جو المشاحنات والخلافات الزوجية، وقالت ل «الحياة»: «من أهم أساليب التربية عدم وضع الأبناء محور خلاف وصراع بين الوالدين، لأن هذا يؤثر على نفسياتهم ومستقبلهم»، مشيرة إلى أن أفضل الطرق للوصول بالأبناء إلى بر الأمان بعد الطلاق هو التفاهم بين الزوجين والتعاون بينهما في تربية الأبناء.