«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عناد الأزواج «زلزال» يهدد الأسر والأطفال أول الضحايا
نشر في اليوم يوم 13 - 06 - 2011

على الرغم من ارتفاع نسبة الوعي بين أوساط المجتمع السعودي في أساليب التربية الصحيحة والحديثة التى تراعي متغيرات الحياة، وفي ظل محاولة بعض الجهات المختصة بالجوانب الاجتماعية والنفسية للتقليل من حدة المشاكل الأسرية المتكررة والاهتمام بتوسع دائرة الثقافة، ظهرت في الوقت نفسه حالات لخلافات أسرية أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة بطرق غير معتادة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات المشاكل النفسية لدى الأطفال وأسرهم. وفي ندوة أقامها القسم النسائي ب «اليوم» كشفت الضيفات أن العبء الأكبر لهذه الخلافات يدفع ثمنها الأطفال بالدرجة الأولى، فضلا عن الحالة النفسية التي يتسبب فيها الآباء والأمهات نتيجة الخلافات فيما بينهم، وأكدت الضيفات انه يجب على الأبوين إبعاد الأطفال عن المشاكل، حيث إن ذلك يحقق نتائج إيجابية لصالح الأطفال والأسرة، مطالبين بحملات توعوية تثقيفية لمجتمع أصبح غائباً عن أهم فرد في الأسرة وهو «الطفل».
جانب من الندوة
أدار الندوة
مسؤولة القسم النسائي:
شذى الطيب
الحاضرات:
رنا طيبة - أخصائية تربية خاصة
أمل الدار - أخصائية حقوق الطفل بهيئة حقوق الإنسان
أسماء الهاشم - ناشطة اجتماعية
معالي المزين - محررة صحفية
نجلاء الإبراهيم - محررة صحفية


عوامل الاستقرار
شذى الطيّب: أشكر ضيفات «اليوم» اللاتي خصصن من وقتهن الثمين لحضور ندوتنا، وحرصن كل الحرص على المشاركة فيها والتي تتمحور حول موضوع مهم يُلامس كل الأسر، حيث إن نجاح الطفل تربوياً واجتماعياً ونفسياً هو نجاح الأسرة التي ينتمي إليها والعكس صحيح، وسنتناول في ندوتنا كيفية بناء أسرة مطمئنة، والطرق التي يجب التعامل مع الأبناء عند انفصال الزوجين سواء كان هذا الانفصال بالطلاق أو الخلع أو حتى المشاكل الأسرية التي تُدرج ضمن «المعلّقات»، مع توصيف الوضع الأسري الصحيح وعوامل الاستقرار خاصة أن أغلب الأسر تتفق لا شعورياً بكيفية جعل الأسرة "هماً جماعياً".. فى البداية نريد تسليط الضوء في ندوتنا على أسس بناء الأسرة وماهية عوامل استقرارها مع توصيف الوضع الأسري الصحيح.
رنا طيبة: تمشيا مع تعليمات الرسول (صلى الله عليه وسلم) لاختيار الزوجة في المقام الأول، وهو الأساس الذي تنطلق منه الأسر تحقيقاً للأهداف التي يرسمها كل طرف في العائلة، حتى لا يكون مثل قصة الأستاذ (عادي) المعروفة، ابني نفسك كرجل واختر الزوجة التي تناسبك لتكون أسرة تحقق أهدافك، وبالتالي تستطيع تكوين أسرة تترك أثراً إيجابياً تحمد عليه في المجتمع.
أسماء الهاشم: على الرجل أن يهيئ نفسه لإعداد أسرة مطمئنة وصالحة لإنتاج أبناء صالحين.
صورة الأب
على الهاتف تقول سهى (معلّقة منذ ثلاث سنوات ولها ابنتان وولد)، حيث تعاني فقدان وجود الأب في حياة أبنائها، وابنتها الكبرى تتساءل عن وجود الأب باستمرار، فيما أن ابنها الثالث ولِد في ظل غياب أبيه, حتى أصبح يطلق كلمة (أب) على زوج أختها، تحدثت بمرارة عن معاناتها مع الضمان الاجتماعي, رفعت قضية خلع منذ أكثر من سنتين, لم تحصل عليه الشرطة ولم يحضر أي جلسة من جلسات المحكمة، وأمر مداهمة من الهيئة وبعد مداهمتين لم يكن موجوداً في بيت أهله وبعد التعميم على سيارته تم العثور عليها، ومفصول من عمله لعدم انتظامه في الدوام، وأضافت سهى «ظهرت هذه السلوكيات عليه بعد خمس سنوات من الارتباط، حيث إنه يمارس سلوكيات خاطئة جداً وعظيمة أمام أبنائه ولم تفد محاولاتي في إقناعه. كما أنني أحتاج لوجود الأب في تربية الأبناء، والدرس الذي تعلمته هو عدم تحمل ابنتي الكبرى مسؤولية اخوتها منذ الصغر لمروري بتجربة مماثلة لحياتي مع والديّ، وزرع أهمية الدراسة وبناء المستقبل لأبنائي ، بالإضافة إلى عدم تشويه صورة الأب أمام أبنائي».
وعي الوالدين
معالي المزين: من هنُا نتساءل عن دور هيئة حقوق الإنسان. فعلى الرغم من جهودها إلا أنها غير ملموسة لجميع المواطنين لغياب دور الهيئة في أذهانهم.
أمل الدار: دورنا إرشاد المتضررين إلى الإجراءات القانونية التي ستسهم في حل مشاكلهم.
نحن لا نتعامل مع الحالات كونها فردية وأن هذه الحالات تكون مؤشرا لوجود مشكلة في المجتمع, مثل مشاكل الحضانة. كما أن الفكرة عزل الضحية عن الضرر, وتوفير مساحة من الأمان والحماية لها.
أسماء الهاشم: وعي الوالدين بكيفية التعامل مع الأبناء بعد الانفصال, من حيث عدم ذكر هذه المشاكل أمام الأطفال، وألا يهرب كل من الطرفين عن استحقاقات الأبناء لأن حجم الضغط على الأبوين في وقت الانفصال قد يجعلهما يتخذان قرارات متسرعة. كما أن العناد بين الزوجين يكون ضحيته الأبناء.
رنا طيبة: أعتقد أن الأخلاقيات هي نظام مجتمع يسهم في تكوينه كل شخص فيه.
دور التعليم
نجلاء الإبراهيم: برأيكن كيف نجدد سُبل التواصل مع وزارة التربية والتعليم وإداراتها في جميع المناطق خصوصاً أن معظم أوقات الطلاب والطالبات يقضونه في المدرسة؟ وهل برأيكن أعطى أداء المعلم والمعلمة حقوقا لأبنائنا تربوياً بالشكل المطلوب خصوصاً أن مسمى الوزارة يسبقه التربية قبل التعليم؟
أسماء الهاشم: التعليم مسؤولية كبيرة في موضوع تربية الأطفال في ظل الانفصال، حيث إن التعليم له الدور الأساس. فالشجرة إذا كانت ذات ثمر مريض نحن لا نقوم بطبيعة الحال بمعالجة الثمرة، بل نعالج البذرة لحصد ثمار سليمة, من خلال إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات للمشاركة في تقديم تربية سلوكية صحيحة واعية بصحة الأسرة وأهداف قيامها.
مسئوولية الجميع
أسماء الهاشم: يجب أن توجد موظفات من حقوق الإنسان, والعنف الأسري في المدارس حتى يكون ذلك رادعا للأسر فلا يتصرفون ضد الأبناء, حيث إن الطفل مسؤولية جميع محيطة من أسرة ومدرسة ومجتمع , ولا ندع حرية التصرف فيهم للأم والأب بحجة أنهم أبناؤهم فيقع الطفل تحت ضغط وعنف نفسي، لأن الأم والأب إذا وصل بهما الخلاف إلى درجة لم يعودا يقدران قيمة أبنائهما فهما لا يستحقان وجود الأبناء.
الحقوق الذاتية
شذى الطيّب: اعتدنا ان تمر في أذهاننا وأسماعنا جملة «ابني وأنا حر فيه، ومحد يقدر يتدخل» برأيكم كيف نقضي على هذه الثقافة في ظل أهمية معرفة الطفل لحقوقه الذاتية؟
أمل الدار: مشكلة التطاول على الابن بالضرب والإهانة وكأن هذا الطفل ملك للأب يجب الاهتمام في هذا الجانب بالتوعية والتثقيف لأنهما سبب رئيس في منع العنف الحاصل داخل الأسرة, ونحن نعمل على المبادرات من جميع النواحي، الجانب التوعوي التثقيفي, الجانب الاجتماعي, الجانب التقني، والجانب التشريعي لأن من أمن العقوبة أساء الأدب وأول تدريب تجب توعية الأم والأب به هو كيفية التعامل مع الابن في حالة ظهور تصرف مسيء منه، ولقياس الصورة النمطية للتربية عند الأهل, والتدريب من المختصين كالصحة والتربية والتعليم, والعمل مع الأهالي على ضوء اتفاقية حقوق الطفل.
والتعويل هنا على رياض الأطفال فقد قامت هيئة حقوق الإنسان بعمل 64 ورشة عمل مع الأهالي في أغلب روضات المنطقة لتوعية الأهل بحقوق الطفل بتدريب الأم, ومربيات رياض الأطفال بالتعاون مع جمعية سيهات وجمعية فتاة الخليج. كما أن تعليم الأطفال معنى الهوية, وحقه في التعليم (من طفل إلى طفل).
توعية المجتمع
معالي المزيّن: ماذا عن دور وزارة الصحة حيث إنها شريك مساعد في توعية المجتمع عند تعرض الطفل للعنف الأسري؟
أمل الدار: نتعامل مع القضية بالتعاون مع الشؤون ووزارة الصحة للوقوف مع الطرف الأحق في أي قضية, وإلزامية التبليغ ووزارة الصحة أدت دورا كبيرا وفعالا في هذا المجال. كما أن كل مستشفيات المملكة فيها فريق حماية وأخصائيون نفسيون, يبلغون الشرطة في حالة وقوع عنف على الطفل، حيث إننا نحاول قدر الإمكان المحافظة على الطفل مع المحافظة على الروابط الأسرية، بالإضافة إلى الجهات المستهدفة للتدريب في حقوق الإنسان وشركاء الحماية، وزارة التربية والتعليم, وزارة الصحة, الإعلام شريك أساس, وأغلب الحالات مأخودة من الإعلام عندما يسلط الضوء على مشكلة معينة.
الإعلام والحقوق
تطالب أمل الدار بإعداد دورة تدريبية في التعامل مع الأطفال في حالات الانفصال.
أسماء الهاشم: نحن دائماً نعالج الحالات أو النتائج, وهنا يجب نشر ثقافة التوعية والوعي والوقاية من العنف، لأن العنف نتائجه وخيمة حتى على الأم والأب لأنه سيدخله في دائرة قانونية.
تهيئة الطفل
نجلاء الإبراهيم: يقف الطفل عادة أمام عتبة المواجهة الفُجائية، حيث يسلك طريقه اجابتان لا ثالث لهما، «أمي أو أبي» وهذا بطبيعة الحال يصبح هاجساً لدى الطفل ويشعر بالتهديد.. كيف لنا أن نتعامل مع الأطفال قبل الانفصال وبعده ؟
أسماء الهاشم: وعي الأبوين هو المهم بالدرجة الأولى بأهمية الحفاظ على نفسية الابن بالحديث والهدوء والحوار وحجبه عن أي انفعال يظهر على أحد الأبوين لأن الطفل سيصله السلوك ولن يصله الكلام, وألايسقط أي أحد من الطرفين هيبة الطرف الآخر، مع تخصيص مدة كافية تمكن الطفل من تقبل الوضع الجديد، فلابد أن يعطى الطفل حقه من الوقت والتدرج في تقبل انفصال الوالدين, للتقليل من الأثر السلبي الذي قد يتعرض له الطفل .. هذا قبل الانفصال. أما بعد الانفصال فلابد أن يكون متفقا ألا يسلب الطفل أي حق من حقوقه لأي سبب من الأسباب وعدم حرمان الطفل من أمه على سبيل المثال وألا يغيب عن ذهن الأهل أن الأطفال هم الضحية والتركيز على الرد على الطرف الآخر فقط.
رنا طيبة: نسيج المجتمع مختلف وما نتوقعه من أسرة قد لا نتوقعه من أسرة أخرى فلابد أن تكون هناك مرجعية ونظام يحفظ حقوق الأسرة التي كفلها لها الدين، فالإصرار على تفعيل دور المؤسسات في ذلك هو سيسهم فعلاً في علاج مثل هذه المشكلات. كما أن هناك مجتمعات الرجل فيها قبل أن يأخذ قرار الطلاق يتريث كثيراً إذا كان النظام مع المرأة تماما, ولابد من ضمان حق الزوجة في السكن والنفقة وسبل الترفيه وحقوق الأبناء كذلك.
حقوق المرأة
أسماء الهاشم: ضياع بعض حقوق المرأة هو جزء من أسباب المشاكل التي تقع على الأطفال بعد الانفصال، فيجب على الأسرة أن ترتقي بنفسها للوصول إلى مرحلة الطلاق الناجح, وهذه المرحلة تتطلب من الزوجين أن يكونا متفهمين لكي يستطيعا الوصول إلى حل وسط وعادل بينهما.
مستوى المناعة
رنا طيبة: أبحاث الدماغ أثبتت أن الطفل الذي يتعرض للتوتر تفرز الغدة الدرقية نوعا من أنواع الأنزيمات أوالهرمونات تقوم بخفض مستوى المناعة عند الطفل, وترفع ضغط الدم, ومع تكرار وجود هرمون الكوليسترول في جسم الإنسان يؤدي إلى موت خلايا الدماغ الذي ينتج عنه عدم قابلية الدماغ لاستقبال المعلومات في أي بيئة تعليمية فيتحفز على آلية تسمى (ميكانيزما الدفاع) فيبدأ الدماغ الإنساني على برمجة نفسه لاستقبال التوتر فقط، والتوتر ينقسم إلى توتر لفظي, وجسدي, وانفعالي. فالكلام السيء المحبط وإشعار الطفل بأنه فاشل كل ذلك ينصب في دائرة العنف ضد الأطفال مثل عبارات (أنت فاشل, أنا يكفيني أبوك, أنا حزينة, أنت السبب في ذلك...) وكل ذلك يؤدي لضعف المناعة وتنخفض قدرته على التعلم، فنحصل بذلك على أنماط متعددة من الأطفال : طفل لديه مقاومة وصاحب شخصية يتغلب على هذه المشكلات, طفل انسحابي يفضل الانطواء, طفل مهزوم صاحب شخصية مهزوزة ويصبح تابعا أو قد يتعرض لانحراف سلوكي نتيجة هذه المشكلة.
بعد الانفصال
رنا طيبة: هذا هو دور المجتمع وأقصد هنا لجان التنمية الموجودة وبشكل كبير جداً في المجتمع. إنه جزء بسيط من الدور الذى تقوم به لأنها لجان أحياء وتلامس البيوت من حولها. فالمفترض أن تكون هناك برامج للصحة النفسية, وبرامج الطلاق الناجح، وتربية الأطفال في ظل المتغيرات الاجتماعية وفي ظل المشكلات من أساسيات برامجها التوعوية. أتمنى أن تقوم الجهة المشرعة في عدم إتمام عملية الطلاق إلا بعد إخضاع الأبوين لدورة مهيأة للحياة بعد الانفصال وكيفية التعامل مع الأبناء اقتداءً ببعض المجتمعات التي نجح فيها مثل هذا القرار، تمعنا ويتوقع منها الإسهام الفعال.
غير مواكبة
أمل الدار: مواضيع لجان التنمية متكررة وغير مواكبة للمشكلات المستجدة في الوقت الحاضر، وتحتاج للتنويع واستمداد الموضوعات من البيئة الاجتماعية والوقوف على أهم أسبابها ومعالجتها برفع المستوى الثقافي للفرد.
أنظمة وقوانين
أسماء الهاشم: لابد من تشريع أنظمة وقوانين تحمي الطفل بعد الطلاق، لأن الجهات التشريعية عندما تسن القوانين فهي تمثل الرادع وسيكون تأثيرها ودورها أقوى من لجان التنمية التي تسدي النصح فتكون لجان التنمية قائمة بدور المساعد. فالجهة التي أصدرت قرار الطلاق والحضانة هي جهة تشريعية فمن المقترح أن تصدر قرارات أخرى تفصيلية في حماية الطفل في ظل التغير الحاصل في حياته بعد الانفصال.
الترابط العائلي
رنا طيبة: هناك حقيقة لابد أن نتعايش معها، فمثلا بعض الأسر التى فقدت الأم أو الأب لا يقتضي وجود الخلل في الأسرة بل بالعكس، وقد أثبتت الدراسات الخاصة بالإبداع أن الطفل المبدع هو طفل يتيم أو طفل يعاني معاناة معينة وأصبح مبدعاً لأنه يواجه تحدياً صعباً في حياته، استطاع التغلب عليه والظروف الصعبة غالباً ما تنشئ أطفالاً أقوياء, هذا في الدراسات الخاصة في الموهبة والإبداع فلابد أن تنظر الأسرة تحت أي وضع توضع فيه بأفضل نظرة ممكنة، والتعامل مع المصاعب والمشكلات بالمعطيات المتوافرة والتعايش مع وضع الانفصال فيجب أن يعزز جانب الرضا، وتقوية الإيجابيات.
الهدوء الأسري يوفر بيئة ايجابية للأبناء

العقل والعاطفة
أسماء الهاشم: ذلك لكوننا مجتمعاً عاطفياً ونتصرف تجاه المشكلة بعاطفية وهذا يهز التناسب بين العقل والعاطفة، بمعنى عندما يصبح في الأسرة «مطلقة» يجب عدم المبالغة في التعاطف معها وإظهار التحسر لحالها ولحال أبنائها، لأن ذلك سيقتل فيهم الإصرار والإبداع ويولد لديهم شعوراً بأنهم موضع شفقة ورحمة, فإنه يتوقع التعاطف أيضا من المجتمع وسيقع في إحباط نفسي إذا لم يجد ذلك، ويجب الإسهام في تربية طفل متحد في المستقبل للظروف والصعوبات, فيجب أن يتحمل الطفل مسئوولية تتناسب وعمره وثقافته ووعيه, مع الانتباه إلى عدم تحميل الطفل مسؤوليات قد ترهقه في سن مبكرة.
رنا طيبة: هناك قاعدة تربوية ذهبية وهي تفهم مشاعر الأطفال, فهمك مشاعر الطرف الآخر يمتص كثيرا من الإحساس السلبي.
أمل الدار: تجب مراعاة قلق الانفصال عند الأطفال, ومراعاة المرحلة العمرية في طريقة إخبار الطفل بالانفصال, وأنهم يبدأون بجلد الذات ورمي أسباب المشكلات على أنفسهم, ومعاناته في فقد بعض الامتيازات مثل غرفته وألعابه, وهذا ما يغفل عنه الأهالي كثيراً.
أسباب الطلاق
أسماء الهاشم: إذا كانت قضية الطلاق ناتجة عن تحدي أو انحراف أحد الطرفين يجب أن يؤخذ تعهد في المحكمة يوقع فيه الطرف المتسبب في هذا العنف ضد الطرف الآخر أو ضد الأطفال حتى تتم مساءلته مثلما حدث للأخت سهى صاحبة القصة، فضياع حقوق أبنائها جاء نتيجة انحراف الأب.
رنا طيبة: أبسط حق هو حق النفقة، لا يوجد شيء يضمن للزوجة وصول نفقتها لها.
مدونة للأسرة
أمل الدار: نطالب بوجود مدونة للأسرة تضمن حقوق كل الأطراف التشريعية بها وهي مدونة قانونية تشبه مدونة الأحوال الشخصية، وهيئة حقوق الإنسان قد رفعت مسودة مقترحة لمدونة الأسرة, يسجل فيها كل الحقوق كالنفقة والحضانة.
مشاكل الانفصال
نجلاء الإبراهيم: ما سبل تقوية المرأة من حيث المسؤولية الأكبر التي ستقع على عاتقها، ومن حيث المشاعر؟
أمل الدار: من المهم أيضاً تمكين المرأة وتقويتها في مثل هذه المواقف، لأن الشعور بالانفصال شعور مؤلم. فالمرأة هنا تعيش بين ضغط الانفصال , ونظرة المجتمع , وتربية الأبناء، فيفترض على السيدة التي تمر بتجربة انفصال أن تعزز جانب تقدير الذات, لتواجه الضغوطات التي تترتب على ذلك, وهذا بالتالي سينعكس على تربيتها أطفالها.
سقوط الحضانة
أمل الدار: من المعلوم أن اتخاذ الأم قراراً بزواجها يعني من الناحية الشرعية سقوط حقّها في حضانة أبنائها شرعاً، وتبعاً لذلك تنتقل الحضانة لوالدهم، بمعنى آخر أن زواج الأم يعني فقدان الأبناء إلا في حالة قبول طليقها ببقاء الأبناء معها بعد زواجها، فهذا يسهّل المهمة عليها وعلى الأم أن تدرك أنها مهما حاولت إقناع الطفل بفكرة زواجها، ولو استغرق ذلك أياماً وشهوراً ومهما اتبعت من أساليب مختلفة واستعانت بأشخاص آخرين لهذه الغاية، فإن الطفل لن يعلن عن موافقته على فكرة زواجها وسيبقى لديه شعور بالخوف والقلق وهنا، لابد للأم أن تكون مستمعةً جيدةً لطفلها وأن تكون حريصةً على معرفة رأيه وانطباعاته وردود فعله على فكرة الزواج وعلى الشخص الذي قامت باختياره، فإذا وعدت الأم ابنها ببقائها معه بعد الزواج، فعليها أن تفي بجميع وعودها نحوه حتى لا يفاجأ بانفصاله عنها وانتقاله للعيش مع شخص آخر، وفي حالة الأم الأرملة، يختلف الوضع نظراً لوجود أطفال أيتام وللاحتمالية العالية بوجود الأبناء مع والدتهم على عكس المرأة المطلقة.
رنا طيبة: يتحتم على الأم ألا تحاول من باب العثور على مبررات لزواجها أن تلقي باللوم على فشل علاقتها الزوجية السابقة على والد طفلها أو أن تنقل للطفل الإحساس بأنه يمثل عقبةً في الوقت الحالي أمام حياتها الزوجية المقبلة، لذا عليها أن تحرص على إقامة علاقات جيدة مع طليقها ووالد طفلها وأن يقررا معاً بقاء الطفل مع أي طرف منهما أو أي مكان آخر يتفقان عليه وكيفية زيارته، وعليهما ألا يشعرا الابن بانه يسبّب مشكلةً أو أن يتحوّل هذا الأخير إلى وسيلة لتصفية الحسابات بينهما.
أسماء الهاشم: عندما يأخذ الجد مكان الأب في نظر الأبناء لابد أن يتحمل مسؤوليته كأب حقيقي فلا يضخ العواطف ضخاً بلا حزم , وأن يكون داعماً معنوياً وتربوياً وعاطفياً للأسرة.
نصيحة أخيرة
نجلاء الإبراهيم: نصيحة أخيرة أوجهها عبر «اليوم» الى الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات أيضاً فهم شريك مهم في التربية.
أمل الدار: يجب إبعاد الأبناء عن المشاكل وعدم إسقاط المشاكل الذاتية في طفولة الزوجين في أسرته, ولابد أن نعلم أبناءنا وبناتنا قيمة الأسرة قبل الدخول في شراكتها, واللجوء إلى الاستشارات من الجهات المختصة.
أسماء الهاشم: همسة في أذن كل أم وأب: أبناؤكم ليسوا ملككم. إنهم أمانة الله استأمنكم عليها ولهم واجبات وحقوق فانظروا ماذا أنتم فاعلون في أمانة خالقكم, وما جوابكم عندما تقفون بين يديه, ويسألكم ماذا فعلتم بأمانتي ؟ لابدّ أن تدرك الأمّ أن عملية التهيئة والتمهيد للطلاق تعتمد بشكل عام على عدد الأطفال وأعمارهم والظروف التي تعيش فيها الأم، فكلما كان عمر الطفل أصغر يصبح من الصعوبة إقناعه بالأمر ، لأنه لن يتقبّل فكرة انفصاله عن والدته التي تمثل مصدر الأمان الأول بالنسبة له، ومن الطبيعي أن يشعر الأبناء بالانهيار واختلال الأمان في هذه الحالة، لذا على الأم أن تكون حريصةً ودقيقةً وأن تفكّر جيداً قبل اتخاذ هذا القرار المصيري وأن تدرس مصير أبنائها ووضعهم بعد زواجها وتتفق معهم على ذلك حتى تمرّ الأزمة بسلام. أمّا إذا كان أبناؤها في مرحلة عمرية متقدمة فسيسهّل ذلك من مهمتها، إذ يمكنها أن تجلس وإياهم وتعرض عليهم الأمر وتطلب منهم إبداء الرأي والمشورة، علماً بانه من الضروري لدى حديثها مع طفلها أن تؤكد حبّها له وأنه سيظلّ مهما حصل الابن المدلّل، وأنها ستظل حريصةً على سعادته وعلى التواصل معه، وإذا كان الطفل لا يعرف الظروف التي دفعت والديه إلى الانفصال فإنه سيطلب من والدته عندما تطلعه على رغبتها في الزواج أن تعود لأبيه وهنا يمكنها أن تشرح للطفل بهدوء وبعبارات بسيطة الأسباب التي دفعتها إلى التفكير في الزواج مثل عدم وجود من ينفق عليها أو رغبتها في إنجاب أطفال، وأن تؤكد له أن ذلك لا يعني في كل الأحوال تخلّيها عنه، بل إنها ستعمل جاهدةً على توفير سبل السعادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.