فرانكفورت - أ ف ب - بات هتلر من الشخصيات التي يتداولها مصممو الإعلانات والفكاهيون والفنانون ويستغلها السياسيون، فسقط تالياً من المحرمات، ما قد يكون مؤشراً إيجابياً في بعض النواحي، لكنه سلبي في غالب الأحيان من وجهة نظر مؤلف ألماني. ويقول دانييل إيرك، صاحب كتاب «سو فييل هتلر فار زيلتن» (نادراً ما كان هتلر حاضراً بهذا الشكل)، إن «الجيل الأول، الذي سيتعلم عن هتلر والرايخ الثالث من يوتيوب أكثر من اعتماده على كتب التاريخ، قد أبصر النور على ما يبدو». ويرى الكاتب أن «بقاء هتلر والمحرقة في ذاكرة غالبية الناس بعد أكثر من 70 عاماً أمر جيد. لكن هل ينبغي أن تكون هذه الذكريات صوراً نمطية ونكات سيئة حصراً؟». ويعتبر ايرك، الذي وضع أطروحة عن الفكاهة والنازية، أن الإعلانات «التي تخطت حدود اللياقة منذ زمن بعيد» تتحمل مسؤولية في هذا الوضع، فهتلر بات محفزاً للمبيعات. ومن هذه الإعلانات، حملة إعلانية لسلسلة مطاعم البيتزا النيوزيلندية «هيل» (الجحيم)، حيث يظهر وجه الديكتاتور في شكل بقعة دهن على علبة بيتزا قديمة كُتب عليها شعار محرف من كتاب «كفاحي»، مفاده «من الممكن أن تدفع الآخرين إلى الظن بأن الجنة جحيم». وثمة إعلان آخر يروج لعلامة معكرونة مسطحة (نودلز) إندونيسية، مؤكداً أنها تخفف حتى كره هتلر لليهود. وغالباً ما تستخدم صورة هتلر للتعبير عن الشر في حملات الوقاية من الإيدز. وأتى الشخص المصاب بالفيروس مثلاً، في رسم نشر لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز عام 2009، على هيئة أدولف هتلر. ويؤكد الكاتب أن الخطر يكمن في امتهان دور القائد النازي الذي استوحت منه الكثير نصوص أفلام الخيال العلمي، لا سيما سلسلة «ستار تريك» إضافة إلى «روايات وألعاب فيديو ومسلسلات هزلية عدة أدخلته الثقافة الشعبية». ويحذر إيرك من «امتهان الشر في المسرحيات الهزلية والسينما وإعطاء صورة مختلفة عن التاريخ»، معتبراً أنه حتى عندما تكون النيات حسنة، فالمغالاة في تبسيط التاريخ تؤثر في الصورة التي تُنقل إلى الأجيال الشابة.