عندما كلّف الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، طاقم تحكيم رومانياً بقيادة مباراة الأهلي والاتفاق ضمن مباريات نصف نهائي كأس ولي العهد التي أقيمت على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة يوم السبت الماضي، اعتقدت أن طاقم التحكيم الروماني من نفس عينة الحكام السابقين الذين استعان بهم اتحاد الكرة، لكن هذا الطاقم الذي تألّف من حكم الساحة بافيل كريستيان بالاج وحكم مساعد أول زولتان سزيكيلي وحكم مساعد ثانٍ اوكتافيان سوفري كان له شكل آخر. فقد كان حكم الساحة كريستيان بالاج، الذي هو من مواليد 17/8/1971 وتقلد الشارة الدولية 1/1/2003، حكماً مختلفاً عن كل الحكام سواء المحليين أو حتى من الحكام الأجانب الذين سبقت لهم إدارة بعض المباريات الحساسة، فالشكل العام لإدارة المباراة كان في قمة المستوى المنتظر، وربما حدثت منه أخطاء تقديرية لكنها لم تكن بذلك التأثير الذي قلل من حضوره، كان أهم ما في هذا الحكم أنه لا يعترف بالخداع الذي يمارسه اللاعبون، كان يستطيع اكتشاف الخطأ الحقيقي من الخطأ المصطنع، فالأخطاء المصطنعة هي ما يشوه أداء الحكام المحليين الذين قد لا تنطلي عليهم تلك الأخطاء لكنهم يضطرون إلى احتسابها اتقاء القيل والقال رغم قناعتهم بعدم صحة الخطأ، وهذا ليس اتهاماً بقدر ما هو نمطية الأداء أو لنقل بروتوكول الحكم السعودي تحديداً، إفساد هجمات ناجحة واحتساب ضربات جزاء وهمية ومنح كروت سواء كانت صفراء أو حتى حمراء بسبب أن اللاعب مثَّل على الحكم! ولغة التحايل في ملاعب الكرة كثيرة وأصناف متعددة تحتاج إلى حكم دقيق ومتابع والأهم من ذلك جريء، فقد يلاحظ المتابع تفشي هذه الظاهرة بشكل فاضح ومكشوف، فاللاعب الذي يعجز عن استخلاص الكرة يوهم الحكم بأنه تعرض لخطأ ما فيسقط وأحياناً يتلوى، والأكيد أنه سينجح عندما يضع الحكم المتردد تحت ضغط الاختيار، والأسلم للحكم أن يفض هذا التشابك بقبول خداع اللاعب، ضربات جزاء كثيرة - مع الأسف - احتسبت لمجرد وضع المدافع يده على كتف المهاجم من دون أن تحدث جرّاء تلك الوضعية إعاقة، لكن من صنع تلك الإعاقة هو المهاجم (الممثل) والحكم الذي صدّق التمثيل واعتبره حقيقة. أما الحكم الروماني، كريستيان بالاج فقد قدم لنا صورة الحكم الجريء الذي لا يعتمد على لغة الإيهام ولا تفوته لحظات التمثيل، ولو كانت هناك إحصائية من لجنة الحكام لكل المحاولات التي افتعلها اللاعبون أثناء المباراة ولم يتخذ فيها بالاج أي قرار لحصلت اللجنة على رقم قياسي يسهّل من مهمتها في إيجاد منفذ للدروس النظرية والعملية لحكامها، وهي الطريقة التي يجب أن ينتبه إليها الحكام، فليس كل سقوط صحيحاً وليس كل افتعال وتمويه يستحق عليه اللاعب الحصول على الخطأ، إنها أمور متلازمة فهناك مدربون يعلِّمون اللاعبين كيفية التخلص من اللاعب المنافس باختلاق أخطاء كوميدية. أعرف مدافعاً يوصف بالأفضل في الملاعب يشتهر بالتمثيل حينما يجد نفسه في مأزق فهو يتعمد السقوط ولم يخسر في حياته سقطة واحدة وهذا كله ببركة الحكام الذين لا يعرفون طريقة بالاج. [email protected]