بقيت الآمال معلقة على قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسيل اليوم لاقرار خطة دعم واضحة للاقتصاد اليوناني قد تُنقذ العملة الموحدة (اليورو) التي تراجعت امس الى حدود 1.3345 دولار، (ادنى مستوى منذ ايار/مايو 2009)، من تآكل قيمتها خصوصاً بعدما خفضت مؤسسة «فيتش» تصنيف الائتماني لديون البرتغال الى «-AA» من «AA». وحتى الآن خسر اليورو نحو ثلاثين سنتاً (20 في المئة) من اعلى قيمته المسجلة في 22 تموز (يوليو) 2008 عندما حقق 1.6038 دولار. كما تراجع تقريباً امس بنسبة 1.2 في المئة امام 13 من 16 عملة رئيسية و12 في المئة منذ بدء ازمة ديون اليونان. ما فُسر بانه فقدان ثقة المستثمرين بقدرة اوروبا وحدها على انقاذ اقتصادات دول الجنوب تعليقات المانية فرنسية عن ان «اي خطة انقاذ لليونان ستتطلب مساعدة صندوق النقد الدولي». واستفاد الدولار الاميركي من تراجع اليورو وحقق مكاسب امام الاسترليني، الذي سجل تقدماً على العملة الاوروبية الموحدة امس نتيجة مشروع موازنة عززت ثقة الاسواق بامكان السيطرة على العجز في السنوات المقبلة. وستنعكس ازمة اليورو ايجاباً في الاسواق العربية المستوردة بضائع بالعملة الاوروبية بعدما تراجع سعرها مقابل العملات الخليجية والعربية المرتبطة بالدولار. وستثخفف كلفة الواردات ومستوى التضخم في المنطقة. ومع ان سعر برميل النفط، الذي يؤمن الدخل الاكبر لدول الخليج، تراجع الى اقل من 80 دولاراً في الاسواق الاميركية، بعد بيانات تجارية، الا ان ارتفاع سعر الدولار وتدني قيمة اليورو سيُساعد موازنات دول الخليج ولو لفترة محدودة. وكان أولي رين مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية في الاتحاد الاوروبي حض دول منطقة اليورو على التوصل الى اتفاق سياسي في شأن سبل مساعدة اليونان اذ ما طلبت أثينا العون المالي لاحتواء مشكلات ديونها. وساند رين دعوة قادة منطقة اليورو، التي تضم 16 بلداً، للاجتماع قبل القمة الشاملة للبحث في الازمة اليونانية ل «اتخاذ قرار سياسي في شأن آلية لضمان الاستقرار المالي في منطقة اليورو ككل». وتريد اليونان أن تعلن منطقة اليورو استعدادها لاقراضها. وتعتقد أن ذلك سيقلل من تكاليف الاقتراض من الاسواق الدولية دون أن تضطر الى استخدام الاموال المقترضة. ومع ان اليونان وفرنسا كانتا تعارضان سابقاً اعطاء دور لصندوق النقد الدولي في دولة عضو في منطقة اليورو الا انهما «توصلتا الى شبه اتفاق على منح الصندوق دوراً في خطة منسقة لتقديم حزمة مساعدات الى اليونان» كما اشارت وكالة «بلومبيرغ» امس. وكانت مؤشرات اسواق الاسهم على جانبي الاطلسي بقيت حمراء طيلة النهار نتيجة الازمة المالية في اوروبا وتراجع مبيعات العقار في الولاياتالمتحدة وارتفاع حجم عجزها التجاري. ولم يستطع وزير الخزانة البريطاني الاستير دارلينغ، الذي قدم موازنته الاخيرة قبل الانتخابات العامة المتوقعة في السادس من ايار المقبل، اعطاء دفعة لمؤشر «فايننشال تايمز – 100» على رغم انه استطاع ابقاء المكاسب التي سجلها الاسترليني مقابل اليورو بعد خفض توقعات العجز للسنة المالية الجارية من 178 بليون الى 166 بليون استرليني مع وعد بخفض الاقتراض العام الى النصف تقريباً خلال اربع سنوات. وفي دبي (رويترز) قال متحدث باسم «دبي العالمية» امس ان المحادثات بين المجموعة ودائنيها الرئيسيين في شان اعادة هيكلة ديون قيمتها 26 بليون دولار تبدو «ايجابية للغاية». وقالت مصادر ان الوزيرة البريطانية السابقة ومستشارة مجموعة العشرين شريتي فاديرا موجودة في دبي منذ أسابيع ولعبت دورا رئيسيا في صياغة اقتراح لتسوية ديون المجموعة.