كابول، ترييستي (إيطاليا) – رويترز، أ ف ب - دعا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي حركة «طالبان» وحلفاءها أمس الى التصويت في الانتخابات التي ستجرى في 20 آب (أغسطس) المقبل، بدلاً من محاولة تعطيلها. وتعتبر ثاني انتخابات رئاسية في أفغانستان بعد إطاحة حكم «طالبان» على أنها لحظة حاسمة لحكومة كارزاي ولواشنطن التي سترسل آلافاً من الجنود الإضافيين هذا العام في إطار استراتيجية إقليمية جديدة للرئيس باراك أوباما، من أجل إلحاق هزيمة بتنظيم «القاعدة» وإشاعة الاستقرار في أفغانستان. وقال كارزاي في مؤتمر صحافي: «إنني أناشدهم (طالبان) المرة تلو الأخرى أن يتجنّبوا الصراعات ليس فقط أثناء الانتخابات وإنما الى الأبد، وأن يشاركوا في التصويت بدلاً من ممارسة القتل». وزاد: «من خلال الانتخابات يمكننا أن نجلب السلام والأمن ونحقق التنمية». ورفضت «طالبان» مراراً الانتخابات ووصفتها بأنها «خدعة من وحي الغرب». كما رفضت استجابة دعوة كارزاي الى الانضمام الى عملية السلام مستبعدة أي محادثات قبل مغادرة القوات الأجنبية البلاد. ويبلغ عدد المرشحين لمنصب الرئيس في أفغانستان 41 مرشحاً، أبرزهم كارزاي والوزيران السابقان عبد الله عبد الله وأشرف غاني. ودعا كارزاي المجتمع الدولي الى دور محايد في الاقتراع. وستقدّم واشنطن وحلفاؤها معظم تكاليف الانتخابات الأفغانية التي تبلغ 230 مليون دولار. وجاء في تقرير أعدته المجموعة الدولية لإدارة الأزمات، أن الأوضاع الأمنية السيئة وعدم الاستفادة من المكاسب التي تحققت منذ انتخابات 2004، تعني أن تزويراً واسعاً أمر محتمل في الانتخابات. وفي مدينة ترييستي الإيطالية، أعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني عن دعمهم للدعوة التي وجهها كارزاي الى «طالبان». وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عقب الاجتماع الذي ركز خصوصاً على أفغانستان، بمشاركة 40 بلداً ومؤسسة دولية: «يجب تشجيع هذا النداء بقوة». وأكد أهمية «المصالحة الوطنية» في ذلك البلد، مشيراً الى أن هناك «قناعة شاملة بأنه يجب التفريق داخل طالبان بين المجموعات الموالية للقاعدة والإرهاب وبين التي يمكن تحويلها الى الشرعية». وأضاف: «نحن ملتزمون باقتراع يكون آمناً ويضمن نتيجة شرعية للشعب الأفغاني. وينبغي ألا تتوقف عملية الاقتراع مع الانتخابات الرئاسية بل أن تستمر بانتخابات تشريعية في الربيع المقبل». في غضون ذلك، أعلن داود أحمدي الناطق باسم الشرطة أن 11 شخصاً بينهم 9 شرطيين قتلوا في هجمات شنها مسلحو «طالبان» على مركز لهم يبعد نحو 10 كيلومترات شمال مدينة لشكر قاه عاصمة هلمند (جنوب). وفي ولاية لغمان (شرق) انفجرت قنبلة يدوية الصنع على جانب الطريق لدى مرور سيارة معاون قائد الشرطة في ولاية كونار المجاورة، ما أدى الى مقتله ومقتل شخص آخر كان في السيارة بحسب وزارة الداخلية. وقال الناطق باسم الولاية سيد أحمد صافي أن القتيل الثاني مدني، مشيراً الى جرح ثلاثة أشخاص بينهم نجل الشرطي. وفي خوست (شرق)، قتل مدني كان يزود القوات الأجنبية في المنطقة حاويات، وذلك بانفجار قنبلة وضعت في سيارته كما أعلن الحاكم المحلي.