طالب عبدالله عبدالله، المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، بوقف فرز الأصوات في الدورة الثانية من الاقتراع التي أجريت السبت الماضي، بحجة حصول تزوير واسع. وأبدت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان «أسفها» لتعليق عبدالله تعاونه مع اللجنة الانتخابية، وقال الناطق باسمها آري غايتنيس: «قرار عبدالله مفاجئ، وسنواصل العمل مع معسكري المرشحين واللجنة الانتخابية». وزاد: «نشجع المرشحين وأنصارهما على التصرف في شكل مسؤول، وتجنب أي عمل يمكن أن يربك العملية الانتخابية». واستناداً الى تقارير أولية تلقاها العاملون مع عبد الله تشير نتائج الانتخابات إٍلى تقدم منافشه اشرف غاني بنحو مليون صوت. وقال عبدالله: «طلبنا من مراقبينا مغادرة مكاتب اللجنة الانتخابية التي نعلق تعاوننا معها، وندعو الى وقف فرز الأصوات فوراً» التي ستستغرق اسابيع، قبل اعلان اسم الرئيس الجديد في 22 تموز (يوليو) المقبل. وكان عبد الله الذي تصدر الدورة الأولى في 5 نيسان (ابريل) بنسبة 45 في المئة من الأصوات، انتقد ارتكاب امين سر اللجنة الانتخابية ضياء الحق امرخيل مخالفة نقل بطاقات اقتراع غير مستعملة خلال الدورة الثانية، وطالب بإقالة امرخيل. وانتقد عبد الله ايضاً منافسه في الانتخابات اشرف غاني والرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي، وقال: «يعلم الجميع ان كارازي غير حيادي»، معتبراً ان صناديق الاقتراع جرى حشوها عمداً عشية الدورة الثانية. ويخشى مراقبون والغرب حصول عمليات تزوير من الجانبين قد تؤدي إلى صراع طويل على السلطة على أسس عرقية، ما سيشل البلاد ويهدد بتعطيل محاولات اول عملية ديموقراطية لنقل السلطة في تاريخ افغانستان. على صعيد آخر، اكد الرئيس كارزاي ان افغانستان «لن تسقط ابداً» في فوضى على طريقة العراق، بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية السنة. واعتبر ايضاً ان عودة تنظيم «القاعدة» الى بلاده «امر مستحيل»، لكن تدفق قسم من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» وحلفائهم الأجانب هرباً من الهجوم الذي شنه الجيش الباكستاني قبل يومين في اقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان، يمكن ان يشكل تهديداً لكابول. وأبلغ كارزاي «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) انه على اتصال يومي بحركة «طالبان» الأفغانية عبر تبادل رسائل ولقاءات، مشيراً الى رغبة الحركة في السلام. في باكستان، قتل 5 متمردين على الأقل في غارتين منفصلتين شنتهما طائرات أميركية بلا طيار في إقليم شمال وزيرستان، حيث يواصل الجيش الباكستاني منذ الأحد هجومه الواسع ضد مسلحي حركة «طالبان باكستان» وحلفائهم في «القاعدة». وأوضحت مصادر أمنية أن الطائرات الأميركية بلا طيار أطلقت ستة صواريخ على ثلاثة مخيمات للحركة في منطقة تبعد نحو 10 كيلومترات من ميرانشاه كبرى مدن الإقليم. واستأنفت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي غارات الطائرات بدون طيار ضد المتمردين الإسلاميين في باكستان بعد ثلاثة أيام على الهجوم دموي شنته «طالبان باكستان» على أكبر مطار كراتشي الأكبر في هذا البلد. وهي كانت علقتها منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013 بطلب من إسلام آباد.