كشف استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الدم والأورام الدكتور عبد الرحيم قاري، أن مرض الأنيميا المنجلية من الأمراض الأكثر شيوعاً في العالم. مؤكدا أن حاملي المرض في المملكة يتركزون في مناطق عدة وبنسب متفاوتة، منها الدمام بنسبة 25%، والقطيف بنسبة 17% ، والهفوف بنسبة 15% وفيفا بنسبة 15%، وأبها بنسبة 13% ، والقنفذة بنسبة 12%، وجازان بنسبة 10 ، وأبوعريش بنسبة 8%، و بيشة بنسبة 8%، والعلا بنسبة 8% ، وخيبر بنسبة 8%، وصبيا 9% وسامطة 4% ، ومكة 3%، وتبوك 3% ،و ينبع 1،5 ،الرياض 0،6، والقصيم 0،1 ، وحائل 0،3%. وبيّن أنها من أشهر أمراض الدم الوراثية الانحلالية التي تعمل على تكسير كريات الدم الحمراء، حيث ينتج نخاع العظام الكريات التي تنقل الغذاء والأكسجين إلى الجسم، والخلايا غير الطبيعية، نتيجة لخلل في تكوين الهيموجلوبين. وهذه الخلايا تأخذ شكل المنجل وهي قابلة للتكسر وتتحلل بعد فترة قصيرة من إنتاجها، وقد تعيق مرور الدم خلال الشعيرات الدموية، وتسد عروق الدم فتسبب آلاما مبرحة في أجزاء مختلفة من الجسم خاصة عظام الأطراف والظهر. وقد تعمل الكريات المنجلية على سد عرق من العروق الدموية في الرئتين أو في البطن أو حتى في المخ، ما يسبب مضاعفات خطيرة وآلاما مبرحة. وأشار قاري إلى الفرق بين المصاب بالأنيميا المنجلية والحامل لها، فلا يعاني حامل المرض في العادة من أية مشكلة صحية. ويمكن التعرف على الشخص الحامل عن طريق إجرائه لفحص بسيط للدم. بينما يعاني المصاب بالأنيميا المنجلية من عطب في كلا الجينين المصنعين لسلسلة البروتين بيتا (BetaGlobinchain) . ولا تظهر علامات المرض على المصاب منذ ولادته، بل تظهر مع دخوله الشهر السادس، حيث تنخفض نسبة الهيموجلوبين في جسده ويلاحظ شحوب بشرته، إلى جانب انتفاخ في يديه وقدميه، وآلام شديدة في عظامه. وقد تكون حالة الطفل حرجة إذا صحب المرض التهاب بكتيري في الدم. وفي العادة يتراوح مستوى الهيموجلوبين بين 8 إلى 10 غرامات لكل 100 ملليتر. مبينا أن الطفل يحتاج إلى نقل الدم إذا انخفضت نسبة الهيموجلوبين في دمه لأقل من 7 غرامات. وأوضح قاري أن من أعراض المرض شحوب واصفرار البشرة والشفتين، والخمول والشعور بالتعب والإرهاق من أقل جهد، وفقدان الشهية، وفقر الدم (لأقل من 10 مليجرام)، إلى جانب تضخم الكبد والطحال نتيجة لعجز نخاع العظام عن إنتاج كريات الدم الحمراء وتشبع الطحال بالخلايا المنجلية و تكسرها فيه، فضلا عن التأخر في النمو الجسماني كالطول والوزن، وتغير شكل عظام الجسم كبروز الجبهة وعظام الوجنتين، وانخفاض عظام الأنف، وبروز عظام الفك العلوي، وزيادة الالتهابات بشكل عام. إضافة إلى سرعة ضربات القلب لتعويض نقص الهيموجلوبين، بزيادة سرعة ضخ القلب للدم، منوها إلى إمكانية حدوث مضاعفات قلبية مع مرور الوقت. وأشار قاري إلى المضاعفات التي قد تحدث للمريض مع تكرار مرات نقل الدم إلى جسده، نتيجة لتراكم الحديد في أعضاء مختلفة من جسمه. خاصة إذا لم يعطَ حقنة الدسفيرال التي تخلصه من الحديد عن طريق البول. وتتمثل هذه المضاعفات في تشحم الكبد ، واسوداد لون الجلد. إلى جانب احتمال إصابته بمشكلات في القلب، كالتضخم والهبوط. فضلا عن الانعكاسات النفسية السيئة لدى المريض نتيجة شعوره بالنقص الصحي. وبين الدكتور عبدالرحيم أن مرض الأنيميا المنجلية من الأمراض الزمنة التي لا يمكن الشفاء منها إلا أن يشاء الله. مشددا على أهمية إجراء الفحوصات للطفل قبل ولادته، خاصة إذا كان كلا الوالدين يحملان الأنيميا المنجلية، فيتم فحص الجنين للتأكد من سلامته من الإصابة بالمرض خلال الأسبوع العاشر أو الحادي عشر من الحمل. عن طريق أخذ عينة من المشيمة وتحليلها بواسطة ال DNA لمعرفة ما إذا كان الجنين مصابا بالمرض أم لا. وتظهر نتيجة التحليل في مدة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع. مشيرا إلى احتمال إجهاض الأم من جراء سحب العينة من السائل الأمنيوسي الموجود حول الجنين. وتأخذ هذه العينة في الأسبوع 14 أو 16 من الحمل واحتمال الإجهاض في هذه الحالة ضعيف يصل إلى 0.5%. وشدد الدكتور عبدالرحيم على أهمية عمل الفحوصات ما قبل الزواج، بطريقة ميسرة متوفرة في معظم المختبرات الطبية. وهو تحليل رخيص في قيمته المادية وغالٍ في قيمته العلمية. ناصحا بإجراء هذا التحليل لكل من له أصول عرقية في منطقة الخليج العربي وجنوب السعودية واليمن والمناطق الشمالية الغربية من السعودية.