لم يعد يخفى على أحد الحضور اللبناني في أسبوع الموضة العالمي في باريس، هذا الحدث الذي لم يؤثر فيه أي عامل من العوامل السياسية أو الاقتصادية التي عصفت بالعالم ككل. ومع كل موسم تتجه الأنظار إلى عاصمة الموضة العالمية، مراقبة وجود الأسماء التي ترتفع في سماء باريس، وجود يؤكد خطوة إلى الأمام خطاها هذا المصمم أو ذاك لمجرد تكرار اسمه في المواسم المتتالية. هو جورج حبيقة، مصمم أزياء لبناني، وصل إلى العالمية، ولا يزال يحافظ على موقعه المتقدم بين كبار المصممين العالميين. في مجموعته للأزياء الراقية للموسم المقبل لخريف 2011 – شتاء 2012، يحافظ حبيقة على موقعه المتقدم من خلال تقديم مجموعة تجسد النعمة الأنثويّة الخالدة. يرسم المصمم اللبناني الأسطورة اليونانيّة «أنتيا»، بمقصه مقدماً مجموعة من اللوحات الفنية بقصّات تنضح بالأنوثة، فتزيّن أجساد العارضات مضيفة عليها طلات راقية مميزة من إلهام حبيقة للخياطة الراقية. يعالج المصمم اللبناني العالمي الأسطورة بطريقته مجسّداً عناصر الطبيعة من خلال الظلال، كما الألوان. ويضع المرأة في قلب المجموعة، لا بعيداً منها على الإطلاق، محاولاً تحقيق تطلّعاتها على اختلاف الأذواق، فيستعير من أحلامه أنواع الأقمشة الأكثر رومانسيّة، كالدانتيل الذي ينسدل على أجساد العارضات بنعومة لا مثيل لها، وطبقات الأورغنزا والكريب التي تضيف الى رقيّ الأزياء رقيّاً. ومن ملامح الخريف، يقطف الألوان والدفء، فتتناغم التفاصيل على وقع انعكاس لون الخزامى، الذي لا يلبث أن يمتزج مع ظلال رماديّة تارة، وورديّة تارة أخرى. معتمداً على أسلوب «البساطة تصنع الجمال»، قدم حبيقة مجموعته الجديدة، مركزاً على القصات والطيّات المتلاصقة التي تنحت الجسد نحتاً، وإن ظهرت بعض مكامن الجسد، إلاّ أن المصمم ظلّ محافظاً على الحد كي لا يقع في شباك الابتذال، فجاءت امرأته تضج بالأنوثة التي تبرز من كل طرف من أطراف ثوبها. أمّا عروس حبيقة، فتحيّر الناظر إليها، قبل أن يقرر ما إذا كان يرى فيها فتاة أحلامه أو حورية من أساطير لطالما تمنى أن تكون حقيقة.