هو شاب تجاوزه الزمن، ولفظه المجتمع، وأُجبر على العيش منعزلاً، إلا من والد طاعن في السن وشقيق مريض. لم يستطع تأمين لقمة عيشه، فهو بلا شهادة تعليمية، وما زاد من معاناته هو عجزه عن الحصول على مصدر رزق، الأمر الذي جعله يشارك والده في مساعدة الضمان الاجتماعي. وعلى رغم أن فهد للتو تجاوز ال25 من عمره، إلا أن حياته دخلت نفقاً مظلماً ومأساوياً في الوقت ذاته، ولم يستطع مرات عدة الوقوف أو الصمود بسبب قلة الحيلة، وخذله افتقاره إلى شهادة علمية حتى لو كانت بسيطة يستند إليها في زمن بات خريجو المرحلة الثانوية عاطلين. ولأنه لم يجد له مكاناً لائقاً في هذا المجتمع، ولم يستطع مقارعة من هم مثله من الشباب، فقد فضّل أو لنقل اضطر إلى العزلة في منزل والده الآيل للسقوط، وساهم في هذه العزلة عدم قبول من تقدم لخطبتهن من الفتيات، فمن سيقبل بشاب يعاني الفقر، وربما الجوع مستقبلاً؟ ويقول فهد: «بحثت في كل مكان عن وظيفة تساعدني على الزواج، ولا تضطرني إلى مساعدة والدي، الذي هو في حاجة إلى مساعدتي»، موضحاً بأن عدم تسلحه بالشهادة كان سبباً مباشراً في ذلك. ما يزيد الأوضاع قتامة، هو أن فهد ووالده وشقيقه يعيشون في قرية صغيرة الوضع المالي لمعظم سكانها قريب من وضع فهد وأسرته وإن كان أفضل قليلاً، ولذا فهو لا يستطيع إيجاد وظيفة في هذه القرية، في ما يعني رحيله إلى المدن وقبوله براتب متدنٍ ذهاب معظم الدخل في الإيجار والمعيشة، ما يعني أنه لا فرق بين بقائه عاطلاً أو قبوله براتب متدنٍ في المدن الكبيرة، علماً أنه لو أراد ذلك ما استطاع، فظروف شقيقه وكثرة مراجعاته للمستشفيات تجبره على أن يكون ملازماً لأسرته. ظل فهد سنوات وهو يرفض نشر معاناته وظروف أسرته في الإعلام، «الآن لم أعد أستطيع الصبر على هذه الظروف، فلا أعلم هل أفكر في نفسي وأنتقل للبحث عن عمل وأترك والدي وشقيقتي، أم أظل ملازماً لهما وأعيش بقية عمري على الكفاف؟». ويتابع: «أتطلع إلى من يساعدني ويقف بجانبي للتغلب على الصعوبات التي عكرت صفو حياتي من خلال الحصول على منزل وإكمال نصف ديني بالزواج»، لافتاً إلى أنه لا يملك سيارة يستطيع من خلالها قضاء لوازمه ولوازم أسرته، أو على الأقل تعينه على إيجاد دخل يومي.