لا تزال صناعة الساعات السويسرية تحافظ على صلابتها التجارية، على رغم أزمة المال، التي تطوّق معظم دول منطقة اليورو. وللمرة الأولى منذ العام 2000، تمكنت هذه الصناعة من تحقيق مبيعات بقيمة بليوني فرنك سويسري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي أسوأ الأحوال، أي لدى إصابة الاقتصاد السويسري بمرحلة من الكساد، لن تصطدم محركات إنتاج الساعات السويسرية بأي عائق أمامها، لا بل أن النمو غير المتوقع لها، الذي بدأ منذ مطلع العام الماضي، سيولد مئات الوظائف الجديدة بمؤازرة سلة من الاستثمارات الجديدة، داخل قطاع صناعة الساعات تقدر ببلايين الفرنكات السويسرية الموزعة على شركات طليعية في مقدمها شركة «سواتش». وتسجل صادرات الساعات السويسرية حالياً خطوات أمامية مدهشة يعجز الخبراء عن فك أسرار نجاحها. وتستأثر الأسواق الآسيوية، التي لم ينقطع نموها بعد، بنحو خمسين في المئة من هذه الصادرات. علماً أن أسواق الصين وهونغ كونغ تحتضن مبيعات تزيد على 70 في المئة من الساعات السويسرية الفاخرة. في ما يتعلق بالمنطقتين العربية والأفريقية الشمالية، كانت ليبيا من بين الأسواق الرئيسة لهذه الساعات. أما اليوم، فيعتقد الخبراء السويسريون أن الربيع العربي سيلعب دوراً في رسم خرائط الشرق الأوسط، السياسية والاقتصادية الجديدة. لا تعرف السلع الفاخرة، ومن ضمنها الساعات، أوقاتاً مالية عصيبة. وعلى عكس تراجع حركة صادرات سلع الدول الصناعية، ومن بينها سويسرا، أكثر من 30 في المئة العام الماضي، تسير صادرات السلع الفاخرة عكس تيارات الأزمة التجارية العالمية. على سبيل المثال، نمت صادرات الساعات الذهبية السويسرية أكثر من 13 في المئة عام 2011 . ينصبّ رهان تجار الساعات والصناعيين على الطبقات الاستهلاكية الوسطى المتمركزة في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية. ويُتوقع أن يرسو النمو هذه السنة على 20 في المئة تقريباً مقارنة بعام 2011. تنويع الصادرات ويتوجب على صناع الساعات، هنا، تنويع الصادرات بهدف خفض الأخطار المالية المحيطة بهم. إذ لا أحد يعلم بعد، المعادلة بين قيمة الفرنك السويسري واليورو. في مطلق الأحوال، لن يتم التركيز على منطقة آسيا فقط، إذ إن الأسواق الخليجية وأسواق أفريقيا الشمالية، من دون أن ننسى أسواق البرازيل وروسيا، ستحظى بحصة جيدة من صادرات الساعات السويسرية. هكذا، تُقسّم الأخطار بين مناطق جغرافية بهدف تخفيف الصدمات المالية من جهة، وتوثيق حجم مبيعات الساعات السويسرية 16 في المئة على الأقل من جهة أخرى. يُذكر أيضاً، أن قيمة صادرات الساعات السويسرية وصلت إلى 19 بليون فرنك سويسري العام الماضي، وهو رقم قياسي يحسدها عليها صناع العربات الدوليين!