نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب - أكدت «جماعة الإخوان المسلمين» في سورية أنها مستعدة لدراسة المبادرة الجديدة للجامعة العربية التي تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بنقل المسؤوليات إلى نائبه الاول في إطار خطة سياسة تؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحيه عن السلطة، لكن في المقابل، نددت «لجان التنسيق» المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية على الأرض بالمبادرة، معتبرة أن الجامعة العربية «فشلت مرة اخرى» في ايجاد حل، كما اعتبرت أن المبادرة العربية تفتقد إلى «آليات للتنفيذ». وقالت «جماعة الإخوان المسلمين» السورية في بيان أمس: «بعد الاطلاع على الطروحات الجادة في مبادرة الجامعة العربية الاخيرة، نرى في هذه المبادرة ما يعبر عن الجدية ويستحق الدراسة المتأنية». واشارت الجماعة خصوصاً الى «البند الذي ينص على تنازل بشار الاسد عن مسؤولياته لنائبه ليستطيع شعبنا الانتقال الى المستقبل الذي يريد». ورأت جماعة الاخوان المسلمين في المبادرة العربية الجديدة «انتقالا بالموقف العربي من دوامة التسويف الى محاولة التطوير الجاد والملتزم، ينم عن شعور بالمسؤولية العربية». لكن لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج على الارض، نددت بالمبادرة العربية، معتبرة انها تشكل «مهلة جديدة للنظام وفرصة اخرى تتيح له مجدداً الوقت والغطاء في مسعاه الى وأد الثورة» في سورية. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان، إن «الجامعة العربية فشلت مرة اخرى في التوصل الى حل يرتقي الى مستوى تضحيات الشعب السوري العظيم ويتدارك مخاطر استمرار النظام في الاعتماد على القمع الوحشي». ورات لجان التنسيق، أن مقترح اللجنة الوزارية الجديد «غير قابل للتحقق ويفتقر الى آليات التنفيذ، كما لا يرسم نهاية لاعتماد النظام الحل الأمني المطلق»، مؤكدة ان «السوريين لن يقبلوا حلاًّ لا يتضمن تغييراً شاملاً وجذرياً لنظام القمع والفساد». كما أشارت الى ان «المبادرة الجديدة للجامعة العربية تعطي مهلة جديدة للنظام وفرصة أخرى تتيح له مجدداً الوقت... وتحويل المجتمع السوري الى أرض محروقة»، مؤكدة سقوط 795 قتيلاً من المتظاهرين منذ بدء المبادرة العربية الأولى مع انتشار المراقبين العرب في سورية. وتابع البيان أن «السوريين فقدوا الثقة بقدرة الجامعة العربية على اتخاذ مواقف حاسمة تحقن دماءهم وتغل يد النظام عن جر البلاد الى الفوضى والخراب»، مطالباً مجلس وزراء الخارجية العربية «بإعلان فشل مساعيه والتوجه بطلب المساعدة من هيئة الأممالمتحدة لإلزام النظام بالانصياع لمطالب الشعب السوري». في موازة ذلك، رفض رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون التفاوض مع النظام في دمشق، إلا بعد اعلان الأسد تنحيه عن السلطة، معتبراً أن قراراً بمنح حصانة للأسد كضمانة للتنحي يرجع للشعب السوري. وقال غليون، في مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية بالقاهرة إن قرار الجامعة «يعبّر عن الأثر الكبير الذي بدأ يحدثه كفاح الشعب السوري في الرأي العام العربي والعالمي»، كما يؤكد اعتراف الدول العربية الجماعي بضرورة الانتقال إلى نظام ديمقراطي في سورية. وقال غليون: إن تقرير المراقبين التابعين للجامعة العربية يشير إلى أن النظام السوري لم يلتزم بما اتفق عليه مع الجامعة من سحب قوات الأمن والجيش من الشوارع وإعادتها إلى ثكناتها كما لم يسمح لوسائل الإعلام العربية والعالمية بالدخول للبلاد والعمل بحرية ولم يعترف بحق السوريين في التعبير عن رأيهم إلى جانب كونه مستمراً في مجازر يومية دامية.